أسبوعان فقط تبقيا على بدء الطلبة والطالبات خوض اختبارات منتصف العام الدراسي الحالي، الأمر الذي دعا المدرسين الخصوصيين إلى نشر ملصقاتهم الإعلانية لكي يجوبوا المنازل للظفر بأكبر عدد ممكن من طلبة المدارس وكسب المبالغ المالية في غضون أقل من شهر، ورغم عدم نظامية هذه الدروس وتشديد وزارة التربية والتعليم على مواجهتها ومنعها إلا أنها تشهد نشاطا محموما هذه الأيام، وذلك بكثرة وضع إعلاناتهم على الحوائط والجدران في الشوارع العامة والمحلات التجارية والجوامع. وبرر عدد من الطلاب في لقائهم مع "الوطن" أسباب لجوئهم للمدرسين الخصوصين، لصعوبة بعض المواد، فيما عبر بعض أولياء الأمور عن استيائهم من رفع الأسعار. وقال الطالب بالمرحلة الثانوية خالد الدعدي: إنه نظرا لصعوبة مادة الرياضيات فقد أحضر مدرساً خصوصياً لمدة ساعة واحدة في اليوم مقابل 50 ريالاً، أي أن الشهر الواحد تقريبا ب800 ريال، مضيفا أن هؤلاء المدرسين إذا أتت فترة الاختبارات رفعوا أسعارهم بخلاف بقية العام الدراسي. وأشار خالد اليافعي "ولي أمر طالب" إلى أنه يدفع 50 ريالا لمدرس اللغة الإنجليزية الخصوصي عن كل ساعة ولكنه تفاجأ خلال الأيام الماضية بأن المدرس يطلب 150 ريالا للساعة الواحدة بدعوى أن أيام الاختبارات تعتبر موسما وبالتالي يتم رفع الأسعار مع اقتراب وأثناء الاختبارات. من جهته، قال المرشد الطلابي سعود غازي إنه مع اقتراب فترة الامتحانات تنتعش ظاهرة الدروس الخصوصية بين الطلاب والطالبات خاصة في المواد العلمية، مبينا أن أغلب العاملين في هذا المجال من المقيمين الذين يشكلون نسبة كبيرة وبأسعار خيالية تتراوح بين 100 ريال إلى 200 ريال للساعة الواحدة، مما يشكل عبئا ماليا على الأسر متوسطة الدخل. وقال إن الدروس الخصوصية موجودة، وهي أحد المفاهيم التي تعارف عليها المجتمع وتمارس في العملية التعليمية، سواء خلال العام الدراسي أو في فترة الاختبارات النصفية والنهائية، موضحا أن الدروس الخصوصية تنمي الروح الاتكالية للطلاب وتشكل عبئا ماليا على كاهل الأسر، ولفت إلى أن هناك عوامل أدت إلى ظهور الدروس الخصوصية في المجتمع، منها ضعف الارتباط ما بين البيت والمدرسة في متابعة الطالب دراسيا وسلوكيا، وضعف الإلمام بالوسائل والطرق التربوية في توصيل المعلومة للطالب.