على طريقة صالات العروض الدولية في المزادات العالمية، المتخصصة في بيع القطع والأعمال الفنية والأثرية المميزة، وجدت صالات في مدينة جدة، كحالة من "المكون الثقافي" العام، حيث تنظم إحدى الجهات المتخصصة للسنة الثانية على التوالي، مزادا لبيع أعمال لفنانين سعوديين وعرب، ومنحوتات وأعمال من كلاسيكيات الفنون الإسلامية. يبرز في هذا "المزاد" بيع الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة، ب3.75 ملايين ريال، ويعود تاريخها إلى عام 1354، حين قام سلطان البهرة في الهند بإهدائها للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لإكساء الكعبة، وظلت حتى عام 1362، واستبدلت بعد ذلك بالكسوة السعودية بعد تشغيل مصنع كسوة الكعبة في مكةالمكرمة، وتعتبر هي الخط الفاصل بين الكسوتين العثمانية والسعودية. ورئيس مجلس إدارة أجنحة عربية محمد بحراوي – الجهة المنظمة- يدافع عن ثقافة "صالات المزادات" قائلاً ل"الوطن": "من خلال خبرتنا الواسعة في هذا المجال، يعتبر السعوديون الأكثر من مقتني القطع الأثرية والفنية في منطقة الشرق الأوسط"، ويتساءل بحراوي: "لدينا في المملكة أعمال فنية بصرية قيمة في الجمال لفنانين محليين، ومورث كبير، فلماذا لا نستمثره بالشكل المطلوب". لافتا إلى أهمية الالتفات إلى بناء متاحف عصرية أو متاحف إسلامية، ويرى أن الأخيرة يمكن أن تدر أرباحاً سنوية تتجاوز ال100 مليون ريال سعودي، نظراً لتزايد أعداد المعتمرين والحجيج الذين يقدمون لأداء المناسك، مؤكداً أن إنشاء المتحف الإسلامي سيعرض حقيقة الإسلام والحضارة الإسلامية، مشيرا إلى أن تاريخ المزاد الأول يرجع إلى 2011، والثاني الذي نظم أخيرا وركز على الفن المعاصر بأذواقه المختلفة، وتوزعت نسبته ما بين 20% أعمال كلاسيكية، و80% أعمال فنية معاصرة. إحدى المهتمات بشراء القطع الفنية وهي الدكتورة منال فقيه، كان لها المزاد فرصة لشراء بعض الأعمال المميزة بهدف الاقتناء الشخصي، وتقول: "أحب جمع الأعمال الفنية، ولذلك كان هذا المزاد فرصة متميزة لي لأحضره وأشاهد الأعمال الفنية في النحت والرسم والتصوير والعديد من الأعمال الفنية الأخرى التي أبدعها فنانون عرب، وأعتقد أن اختياراتي تعتبر استثماراً جيداً". أما خبيرة هذا النوع من المزادات لينا لازار، فأشارت إلى أنها لأول مرة تشهد مزاداً فنياً ناجحاً في جدة، وتقول: "لاحظت التركيز الكبير على المواهب المحلية". واشتمل المزاد على أعمال لفنانين سعوديين أمثال، محمد سيام، طه الصبان، عبدالله هماس، محمد أصيري، مظهر أحمد، نهار مرزوق والكثيرين، كما أن معظم الأعمال التي بيعت كانت لفنانين شباب اكتشفتهم منافسات أجنحة عربية وجوائزها للفن المعاصر وجوائز جميل للتصوير.