ساد الهدوء معظم مناطق جنوب اليمن، خاصة محافظة حضرموت، في اليوم الذي تم إعلانه كهبة شعبية احتجاجاً على مقتل أحد مشائخ آل الحموم الحضرمية قبل نحو أسبوعين، على الرغم من الحشد الإعلامي الذي مارسته قنوات فضائية وصحف تابعة للتيار الداعي للانفصال في الداخل والخارج التي دعت إلى السيطرة على المنشآت الحكومية ونقاط الجيش وأقسام الشرطة. ولم تسجل أية حوادث عنف، باستثناء حالات بسيطة بعد أنباء تحدثت عن سقوط بعض مراكز وأقسام الشرطة في أيدي رجال القبائل، إلا أنه اتضح لاحقاً أنها أنباء غير صحيحة. وشوهدت قوات الجيش وهي تطوق عدداً من ساحات تجمع المواطنين الذين خرجوا بعشرات الآلاف في عدد من مناطق الجنوب بعد صلاة الجمعة، في وقت تم فيه قطع الاتصالات عن معظم المدن الجنوبية، إلا أن وزارة الاتصالات أعادت الأمر إلى عمليات تخريبية، فيما منع عدد من وسائل الإعلام من الوصول إلى حضرموت لتوثيق فعاليات الهبة الشعبية. وشهد عدد من المدن في جنوب البلاد تصعيدا أمنيا وسياسيا غير مسبوق عقب إطلاق "حلف قبائل حضرموت" دعوة عامة للخروج الجماهيري أمس للمشاركة فيما أسماه الحلف "الهبة الشعبية"، التي تفاعل معها عدد من التيارات السياسية والمكونات الاجتماعية وجاءت كردة فعل غاضبة إزاء مقتل الشيخ سعد حبريش، شيخ الحموم وأبرز الوجاهات القبلية في حضرموت ومرافقيه قبل أيام برصاص قوات أمنية قبيل أن يتطور الموقف إلى دعوة صريحة لتنفيذ هبّة شعبية جاءت في إطار بنود اتفاق توصلت إليه قبائل حضرموت في اللقاء الذي عقدته بمديرية غيل بن يمين بمحافظة حضرموت، وضم العشرات من شيوخ ووجهاء القبائل. من جهته، أجرى الرئيس عبدربه منصور هادي، اتصالا هاتفيا مع عائلة الشيخ الحموم بحضرموت تعهد خلاله بتنفيذ الدولة كافة المطالب ذات الطابع الحقوقي، التي كان الشيخ الحموم يطالب بها وحثهم على الإسهام في الحد من التوترات المتصاعدة في الشارع الحضرمي؛ فيما تم تشكيل لجنة برئاسة نائب وزير الداخلية وعضوية محافظ حضرموت للتفاوض مع قيادات حلف قبائل حضرموت لحثها على التراجع عن "الهبة" لكن هذه اللجنة لا تحظى بقبول كون محافظ حضرموت يمثل طرفا في قضية مقتل الشيخ الحموم. وأعلنت اللجان الأمنية في محافظات عدن ولحج وأبين حالة الاستنفار الأمني استعدادا لمواجهة "الهبة الشعبية".