فيما تحتاج أشجار السمر إلى أعوام طويلة لكي تنمو في الصحراء؛ تكفي دقائق معدودة لمحوها من الأرض عبر معاول العمالة الوافدة التي وجدت في بيع الحطب مورداً مالياً مهماً. "الوطن" رصدت، عبر جولة ميدانية لها، تزايد ظاهرة بيع الحطب، وانتشارها في بعض طرقات تبوك، أو من خلال عشرات المحلات التي يديرها عمال وافدون في المنطقة الصناعية. وأدى دخول موسم الشتاء إلى زيادة الإقبال في المنطقة على شراء الحطب، حيث تزايدت أسعاره إلى نحو 35% مما عزز مكاسب تلك العمالة التي وجدت في بيعه مصدراً مالياً كبيراً، مما دفعهم إلى عملية الاحتطاب الجائر، حيث يتم قطع أشجار السمر وهي حية وتركها إلى أن تتيبس ومن ثم تقطيعها وبيعها. وأوضح أحد البائعين أنه مع بدء دخول فصل الشتاء، شهد الحطب ارتفاعا كبيراً في الأسعار، مبينا أن سعر حمولة سيارة النقل الصغيرة والمتوسطة ما بين 500 إلى 750 ريال، وذلك حسب نوعية الحطب كالسمر والطلح. واستغرب المواطن ممدوح البلوي غياب الرقابة على عمليات بيع الحطب، التي تتم علناً على الطرقات وفي المنطقة الصناعية، رغم إصدار الكثير من القرارات التي تمنع ذلك. وأضاف البلوي، أشجار السمر تحتاج إلى سنوات طويلة لكي تنمو، وأدت عمليات الاحتطاب الجائر إلى خلو الكثير من الأودية والصحاري منها، حيث أصبحت أشجار السمر مستهدفة من قبل العمالة. "الوطن" تواصلت مع مدير زراعة تبوك فائز العنزي لتوضيح دورهم تجاه الاحتطاب الجائر، والرقابة المفترضة على بيع الحطب، إلا أن العنزي طلب حضور المحرر شخصياً إلى مقر الإدارة ليتم الرد عليه، وبعد حضور المحرر للحصول على التوضيح، عاد العنزي للمطالبة مجدداً بكتابة الأسئلة للرد عليها لاحقاً.