أفرزت موجة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، التي تنفذها وزارتا العمل والداخلية خلال الفترة الحالية، عن ظهور بعض الممارسات الإيجابية داخل المجتمع، ومن ذلك اقتحام الشباب السعودي لسوق العمل، واستغلال الفرصة السانحة أمامه لإثبات وجوده وخدمة مجتمعه. أحد الشباب الذين استغلوا الفرصة، إبراهيم محمد الصميلي، إذ انخرط في العمل بنفسه داخل الكوفي شوب الذي تعود ملكيته لوالده وسط جادة الأمير فهد بن سلطان بتبوك، وذلك بعد سفر العمالة المخالفة التي كانت تشغل المحل. الصميلي الذي التقته "الوطن" داخل مقر عمله بالكوفي شوب، أكد أنه وجد إعجابا كبيرا من قبل رواد المحل، خاصة الأجانب بحكم وجوده في منطقة تجارية، واندهاش البعض منهم عندما علموا بجنسيته، لافتا إلى أنه وجد كذلك الترحيب والتشجيع من قبل المحيطين به من أصدقائه ومعلميه. كما أبدى سعادة كبيرة بالاهتمام بزبائن المحل، وبإعداد وتقديم طلبات الزبائن بنفسه وبشكل مرضٍ وعلى أكمل وجه، مشددا على أنه لا يجد أي عيب في هذه المهنة، بل عدها شرفا كبيرا بالنسبة له. وأبان أنه لا يوجد أي تعارض في دراسته، إذ نظم وقته بين الدراسة والعمل، مشيرا إلى أن الوقت الذي كان يضيع منه سابقا، أصبح مفيدا له الآن كونه نافذة للتعامل مع شريحة كبيرة من الناس، ومصدر رزق له، مثنيا على تشجيع ودعم والده له في كل ما يقوم به. من جانبه، ذكر والد الشاب إبراهيم، أن ابنه منذ صغره وهو يحب التعاون وخدمة الآخرين، ولاحظ فيه الحماس الكبير لأن يكون يوما ذو عمل يواجه فيه الناس لخدمتهم والتعامل معهم، مؤكدا على دور الحركة الكشفية في دعم وتعزيز تلك الجوانب لدى ابنه، إذ إن ابنه شارك أكثر من مرة مع فريق الكشافة لخدمة الحجاج والمعتمرين بدعم من مدرسته. إبراهيم يمتلك موهبة الرسم، ويستغل بعض أوقات فراغه بالمحل في رسم لوحات من مخيلته، معربا عن طموحه في إقامة معرض شخصي يدعم موهبته وفنه.