اعتبر مدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني، أن الأزمة السورية الدائرة رحاها منذ أكثر من عامين ونصف العام، أوجدت فرصة على طبق من ذهب للاقتتال بين الجماعات المتطرفة، مثل "تنظيم القاعدة"، و"حزب الله"، اللذين يشتركان بذات الفكر المتطرف، بصرف النظر عن المعتقدات والعقائد. وقال في اتصال هاتفي مع "الوطن" أمس، إن حزب الله اللبناني يضع نفسه كأداة للسياسة الإيرانية في المنطقة، في ظل الضغوط التي يتعرض لها الحزب على خلفية اشتراكه في الحرب السورية، إلى صف نظام بشار الأسد، لاعتبار أن الحزب اللبناني يمكن أن يقود بلاده إلى ما لا تحمد عقباه. وأضاف "الضغوط الخارجية ستكون أكثر جدوى على الحزب الطائفي من أي ضغط داخلي"، مشدداً على أهمية وضع وتصنيف الحزب كمجموعة إرهابية تتساوى مع أي تنظيم إرهابي آخر، فلا فرق بينه وبين تنظيم القاعدة، فيما يخص وجودهما داخل الأراضي السورية، إلا أن الحزب يسعى لدعم النظام وتماسكه، بينما القاعدة تريد إضعاف الحكومة، مما يمكنها من تأسيس دويلة داخل الأراضي السورية. وعلَّل العاني مطالبته بتصنيف الحزب كمنظمة إرهابية، بناء على مسؤوليته عن اغتيال الحريري، إضافة إلى عدة اغتيالات أخرى، وتفجيرات عدة في دول العالم، ناهيك عن إرسال الحزب مقاتلين لسورية، بموازاة تنظيم القاعدة الذي لم يتوان هو الآخر عن فعل الشيء نفسه. مشيراً إلى أن تفجير الضاحية يقع ضمن أدوات الضغط التي قد تكون فاعلة. وتابع "هذا هو الهجوم الثالث على الضاحية. وسيطرة حزب الله الأمنية والاقتصادية والعسكرية على الضاحية الجنوبية، ستمنع أي قدرة وأي بروز لأصوات معادية له، لأنه يريد أن يحكم المجتمع الشيعي بالحديد والنار، ومن الطبيعي وجود أصوات ضده". ويرى العاني أن الدول الغربية لا ترغب في إزالة النظام، الأمر الذي يجعل تلك الدول تقف في خط واحد مع حزب الله، للمحافظة عليه، معتبراً أن الموقف السياسي الأميركي والغربي بشكل عام متساهل مع ما وصفه ب "الإرهاب الشيعي"، لافتاً إلى أن أميركا، وروسيا، وإيران، وغالبية دول أوروبا أيضاً، لا تعتبر حزب الله عدواً لها، بل هو داعم لرغبتها في استمرار النظام السوري. مؤكداً على أن الحزب الطائفي بات على مقربة من جني ما زرعه من خلال تدخله في سورية. من جانبه، لم يبد الخبير السياسي الدكتور علي التواتي متفائلاً من وجود ما وصفه بالتأثير اللبناني الداخلي على الحزب، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "لا أعتقد أن يكون هناك تأثير من داخل لبنان، لا سياسياً ولا إعلامياً على وجود حزب الله داخل الأراضي السورية، فهو حزب مسلح ومدعوم مالياً وعسكرياً، في وقت يجب أن لا نغفل أن العالم تغاضى عن تصرفات الحزب وتخبطاته". ويدعم تفرد حزب الله طبقاً للتواتي، امتلاكه الثلث المعطل في الحكومة اللبنانية، في وقت يرأس الحكومة اللبناني الحالية نجيب ميقاتي الذي يحسب في الصف الموالي لحزب الله، والأحزاب السياسية المحسوبة عليه. وأضاف "حالة الاستعصاء الداخلي في لبنان لن تحل طالما هناك طرف من الأطراف يرى أنه يملك مقاليد القوة، وقادر على فعل ما يشاء، متى ما يشاء، دون رادع، وهذا ما قاد لبنان إلى أن يصبح على شفا حرب أهلية، عندها سيجد هذا الحزب نفسه مضطراً للخروج من سورية، أو أن يتم تسليح المعارضة السورية بسلاح نوعي مؤثر تزيد من خسائره، مما يدفعه للانسحاب، تحت ضغط الرأي العام الشيعي في لبنان".