لقي 10 جنود مصريين مصرعهم أمس، فيما أصيب 35 آخرون في هجوم باستخدام سيارة مفخخة كانت تستقلها عناصر إرهابية، استهدفت حافلة تابعة لأفراد القوات المسلحة أثناء مرورها بمنطقة الشلاق الواقعة بغرب مدينة الشيخ زويد، فيما كشفت معاينة الموقع عن استخدام مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار بكمية كبيرة في الحادث، وهو ما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا. وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة العميد أحمد محمد علي "السيارة المفخخة استهدفت حافلة لأفراد الجيش بالقرب من الشيخ زويد بسيناء، وستواصل القوات المسلحة حربها ضد الإرهاب الأسود، والقضاء الكامل على دعاة الظلام والفتنة والتكفير". وأضاف "الهجوم أسفر عن استشهاد 10 جنود وإصابة 35 آخرين بإصابات خطيرة، وهذا الهجوم سيزيدنا إصرارا على تطهير مصر وتأمين شعبها من العنف والإرهاب الغادر". من جهته، دان رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي الحادث ووصفه بأنه "إرهاب آثم"، مضيفا "الحكومة تدرس البدائل كافة للتعامل مع الأحداث الإرهابية المتلاحقة، والرد بما يردع قوى الإرهاب والظلام، ومصر لن تستجيب للتهديدات الإجرامية"، دون أن يتطرق إلى تحديد تلك البدائل. وبدوره، دان وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عمرو دراج الحادث، معدّا ذلك "عملا إجراميا لا يصب سوى في مصلحة أعداء الوطن". في سياق متصل، أصيب 4 من رجال الشرطة، بينهم ضابط برتبة رائد بجروح فجر أمس، في هجوم شنه مجهولون بقنبلة على حاجز أمني شمال القاهرة في استمرار للهجمات ضد قوات الأمن منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي مطلع يونيو الماضي. وقال مصدر أمني في تصريحات صحفية، إن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية على الكمين ولاذوا بالفرار، مما تسبب في إصابة رائد و3 أمناء شرطة. إلى ذلك، عقد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، اجتماعا مع جميع مساعديه بمختلف القطاعات؛ لبحث الوضع الأمني الحالي بشمال سيناء ومختلف المحافظات، وتعديل الخطة الأمنية الموضوعة لضبط عناصر التنظيم الإرهابي. في غضون ذلك، قال مصدر أمني رفض ذكر اسمه "التحريات المبدئية تكشف عن أن السيارة التي استهدفت حافلة الجنود تابعة لحركة حماس، وأنها قادمة من غزة وكان يستقلها إرهابيون". وجاء الحادث بعد ساعات من إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تتخذ من سيناء مقرا لها، في بيان نشر على الإنترنت، مسؤوليتها عن حادث اغتيال الضابط بقطاع الأمن الوطني المقدم محمد مبروك الأحد الماضي. وكانت الجماعة قد تبنت في وقت سابق محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم بالقرب من منزله الشهر الماضي، فضلا عن عدة تفجيرات وقعت لمبان أمنية كان آخرها تفجير وقع بمحيط مديرية أمن جنوبسيناء، إضافة إلى 10 هجمات على الأقل في العامين الماضيين، استهدفت خط أنابيب ينقل الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن. وعرضت صورة أحد عناصرها الذي نفذ عملية اغتيال مبروك، مشيرة إلى أنه يدعى أبو هاجر محمد حمدان السواركة، وفقا لما ورد في المقطع. من جهة أخرى، نفى المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبدالعاطي، ما تردد مؤخرا حول طلب وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إقامة قاعدة عسكرية بحرية بمصر، مؤكدا أن مثل هذا الكلام عار تماما عن الصحة. وقال "تم التواصل مع السفارة المصرية بموسكو لتحري الأمر والوقوف على دقة تصريحات لافروف، وأبلغتنا موسكو بعدم صحة التصريحات المنسوبة لوزير خارجيتها حول طلب قاعدة عسكرية بمصر"، وأضاف "لافروف لم يطلب على الإطلاق وجود قواعد عسكرية، وكل ما طلبه هو الحصول على بعض التسهيلات سواء بالتموين أو الوقود للسفن الروسية التي تعبر قناة السويس". من جهته، طالب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية اللواء عادل سليمان في تصريحات إلى"الوطن"، جهات الأمن بالتعامل مع ما يجري في سيناء بصورة أكثر انفتاحا، وقال: "التعامل الأمني العنيف مع أهالي سيناء طوال الفترة الماضية أفقد السلطات الأمنية تفاعل أهالي سيناء مع العمليات التي تستهدف الجماعات الإرهابية هناك، وهو ما أفقدها إمكانية الحصول على المعلومات من خلال الأهالي والسكان، وذلك على الرغم من أن العنصر البشري يعد مصدرا رئيسا في الحصول على المعلومات".