بعد عمليات "الشد والجذب"، إثر إلغاء مكتب التربية والتعليم بصفا جدة، ثانوية مكي بن أبي طالب المسائية، وإحالة طلابها- أكثر من 244 طالباً - ومعلميها إلى مدارس أخرى، استجابت إدارة التربية والتعليم بالمحافظة لمطالب المعلمين فيما يتعلق ب"نقلهم التعسفي"، وعدم تطبيق لوائح "الندب والتكليف" الصادرة من الوزارة وحق المعلمين في اختيار المدارس التي يتم نقلهم إليها، عبر "آلية تنفيذية" مشتركة. وكانت "الوطن" قد تابعت قضية المدرسة منذ ال"20" من أكتوبر الماضي، بسلسلة تغطيات صحفية، لتسليط الضوء عليها، وذلك بعد وصول خطاب مدير تعليم الصفا مسدف الحازمي، قبل نهاية دوام إجازة عيد الأضحى بإلغاء الثانوية، فيما أكد معلمو المدرسة في أكثر من سياق أن ذلك سيضر بنفسية الطلاب، خاصة مرحلة الثالث الثانوي، مطالبين بتأجيله بعد نهاية الفصل الدراسي الحالي، كما قدم أولياء الأمور عدة معاريض لجهات في التعليم إلا أن القرار تم تنفيذه بشكل مباشر. ورفع معلمو "مكي بن أبي طالب" في ال" 30 "من أكتوبر تظلماً مباشراً إلى وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله، وركزوا شكواهم تجاه تعليم الصفا في مفصلين رئيسيين، الأول إلغاء ثانوية كانت مستقرة نفسياً وتعليمياً بشكل مفاجئ ودون تمهيد، معتبرين ذلك إضراراً بمركز العملية التعليمية، في إشارة إلى الطلاب. والمفصل الثاني تعلق بعدم تنفيذ اللوائح الرسمية في حق الاختيار، وضرب حقوقهم بشأن ذلك بعرض الحائط وعدم مراعاة ظروفهم واستقرارهم النفسي والوظيفي، بعد تملص مكتب تعليم الصفا من وعده بتحقيق رغباتهم في اختيار المدارس المكلفين للعمل بها، وقالوا: "إنه أخلف وعده وقام بتشتيتنا بطريقة عشوائية في عدة مدارس صباحية ومسائية ما بين مراحل التعليم العام "ابتدائي ومتوسط ومسائي". وفي الوقت الذي تفاعلت فيه إدارة التربية والتعليم مع تظلم المعلمين ال" 12 " الذين اعترضوا على طريقة تنفيذ القرار – تحتفظ الصحيفة بأسمائهم- قدم هؤلاء المعلمون شكرهم ل "الوطن" على متابعتها قضيتهم ومساهمتها في تنفيذ اللوائح الرسمية بحذافيرها. كما عبروا عن شكرهم لعدد من المسؤولين في "تعليم جدة" ممن ساهموا في تحقيق مطالبهم وحل مشكلتهم، كمساعد مدير التعليم للشؤون التعليمية أحمد الزهراني، ومدير المتابعة الإدارية طراد الشريف، ومساعد مدير مكتب الصفا للشؤون التعليمية علي كرات، وقالوا إنهم وضعوا آلية في تسديد العجز الحاصل لدى بعض المدارس، مع إعطاء المعلمين الزائدين من "الثانوية الملغاة" حق اختيار المدارس المكلفين بالعمل فيها حتى نهاية العام الدراسي. وأضاف المعلمون "إن هدفهم من تنفيذ الإجراءات التي اتبعوها في التظلم – وفقاً للقواعد الرسمية- هو دعم الاستقرار النفسي والمهني للمعلم، الذي سينعكس على أدائه داخل الفصل الدراسي، ونجاح استمرار العملية التعليمية"، مؤكدين تجاوبهم مع آلية "تعليم جدة" بشكل سريع من خلال مباشرتهم للمدارس المكلفين بها إكمالاً لمسيرة التعليم.