أكد مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة مكةالمكرمة المتحدث الرسمي بوزارة الزراعة بالمنطقة المهندس حسن بن عبيد محمد سنقوف أنه قد تم سحب عينات من قطيع الإبل المتواجدة في إحدى الحظائر جنوبجدة بحي الخمرة للاختبار بعد الاشتباه في إصابة إحداها بفيروس "كورونا"، إذ أرسلت العينات لمختبر التشخيص البيطري المركزي بالرياض للفحص المخبري، وجار متابعة حظائر الإبل من قبل فرع الوزارة بمحافظة جدة لحين ظهور نتائج التحليل. وقال إن وزارة الزراعة بالتعاون المشترك مع وزارة الصحة قامت بالوقوف الميداني المباشر على حظائر الإبل التي يمتلكها صاحب الحالة المرضية الإيجابية، حيث توجهت فرقة بيطرية من فرع وزارة الزراعة بمحافظة جدة ومدير محجر الخمرة وبمشاركة مندوبي وزارة الصحة لموقع الإبل، وذلك لسرعة التأكد من الحالة الصحية لقطيع الإبل والمواشي الحية المحيطة بها. ولفت سنقوق إلى أن التقرير المبدئي أفاد بأن الحالة الصحية للإبل بعد الكشف الظاهري عليها تشير إلى عدم وجود أعراض مرضية ما عدا رأسا واحدا فقط من الذكور تمت ملاحظة أعراض لمرض الجدري عليها، وقد تم عزله عن القطيع. وذكر أن هذه الجولة الميدانية جاءت للتأكد من سلامة المواشي الحية بمنطقة مكةالمكرمة، وذلك بعد ظهور حالة بشرية إيجابية عن مرض "الكورونا" أو "ميرز" بحسب إعلان وزارة الصحة في الأيام السابقة. من جهته أكد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي رئيس اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية دكتور زياد ميمش ل"الوطن" أن الإبل لديها مناعة وأجسام مضادة لفيروس كورونا، وذلك بعد إجراء تحليل المناعة لها في السابق بعمان وإسبانيا ومصر، ولكن الجديد في الأمر أنه لم يعزل الفيروس من أي جمل على مستوى العالم وهو الاكتشاف الأول لوزارة الصحة السعودية. وقال ميمش إنه حتى الآن لم نتأكد من أن جين الفيروس الموجود لدى الإبل مطابق لجين الفيروس لدى الإنسان أو الشخص المخالط لها، ويجري حالياً تأكيد الأمر بإجراء تحاليل إضافية تعتمد على عزل جين الفيروس ومعرفة أصله وتحليله تحليلاً دقيقاً ومطابقته لجين الفيروس الموجود عند الإنسان. وأكد ميمش أن فريق وزارة الصحة يعتمد على أسس علمية وصحيحة في عمله ولم يقم بإعلان اكتشاف الفيروس لدى أحد الإبل إلا بعد التأكد من النتائج المبدئية عدة مرات، وما زالت الإجراءات الأخرى تؤكدها أيضاً، وعلى من يقول إن لوزارة الصحة منهجية لا علمية الرجوع إلى ما نشرته الوزارة خلال العام الماضي من أبحاث بخصوصه. أما استشاري الأمراض المعدية والإيدز في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الأستاذ المساعد في جامعة أم القرى الدكتور غسان ولي فأوضح أنه لم تثبت حتى الآن طرق انتقال فيروس كورونا للإنسان، وذلك لأن انتقال الفيروسات يعتمد على ثلاثة طرق رئيسية أولها المصدر الأساسي للمرض ثم الوسيط الذي ينقله وثالثها الإنسان، حيث لا بد من اكتمال الأجزاء الثلاثة الرئيسة حتى ينتقل الفيروس وتعرف طريقة انتقاله، ولم تثبت حتى الآن وزارة الصحة نتائج مؤكدة عن مصدر انتقاله. وانتقد ولي إعلان الوزارة قبل فترة أنهم استطاعوا إثبات وجود عينات من "كورونا" في الخفافيش ولم يؤكدوها، بالإضافة إلى دراسة هولندية قالت قبل فترة أيضاً إن الإبل هي المصدر وتم نفيها من قبل وزارة الصحة السعودية، والآن تُعلن عن إصابة سعودي تم تشخيصه بها ثم اكتشفت أنها من أحد الإبل التي يمتلكها. وقال ولي إن الاكتشاف الأخير يدلنا على أن المرض ينتقل من الإنسان إلى الحيوان وليس العكس، ومصدر "كورونا" الأساسي هو الحيوان، وهو نوع متحول، ولا ينتقل من شخص مصاب إلى آخر، لكن سلسلة التحور التي مر بها في انتقال العدوى دفعته إلى الوصول إلى مرحلة الانتقال من إنسان لآخر عن طريق الوسيط، وبالتالي يثبت لدينا أن مصدر فيروس كورونا هو الحيوانات، وبالتحديد الإبل، وهذا يُفسر أيضاً كثرة الحالات في السعودية لانتشار رعي واقتناء الحيوانات من ماعز وإبل. ودعا ولي وزارة الصحة لإشراك الأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية معهم في بحوثهم وإطلاعهم عليها وعلى نتائجها ونشرها.