بعد ليلة دامية أسفرت عن مقتل شخصين أحدهما سعودي، نتيجة أعمال شغب قام بها نحو 561 إثيوبيا (تم القبض عليهم جميعا)، كان الهدوء الحذر سيد الموقف في الحي أمس. واستيقظ حي منفوحة على أجواء هادئة نسبيا منذ الفجر، فيما لا تزال بعض النقاط الأمنية متمركزة عند بعض تقاطعات الحي، تحوطا من تجدد أي أعمال مخلة بالأمن. ومنذ الصباح، توجهت "الوطن" إلى سفارة إثيوبيا لدى المملكة، للوقوف على رأي حكومة أديس أبابا على ما افتعله مواطنوها من أحداث، بيد أن مترجم السفارة نقل لمراسل "الصحيفة" اعتذار السفير عن لقائه في هذا الوقت لورود اتصال إليه من وزارة الخارجية تطلب منه الحضور. وفيما حاولت "الوطن" التواصل مع مسؤولي وزارة الخارجية للوقوف على أسباب الاستدعاء إلا أنها لم تتمكن من الحصول على معلومة أكيدة بهذا الخصوص. وبعد إعلان شرطة منطقة الرياض، عن تخصيص مكان لاستقبال المخالفين الإثيوبيين ممن يسلمون أنفسهم طواعية تمهيدا لترحيلهم، رصدت عدسة "الوطن" من أرض الحدث استعداد أعداد كبيرة منهم للمغادرة. وعلقت أحداث حي منفوحة، الجرس إزاء أوضاع أحياء مماثلة، لا تقل اكتظاظا بالإثيوبيين عنه، مثل أم الحمام والناصرية. ورأى رئيس اللجنة الأمنية بمجلس الشورى اللواء محمد أبو ساق في اتصال مع "الوطن" أمس، ضرورة التنبه لأوضاع الأحياء والمناطق العشوائية وعدم تركها وإهمالها وجعلها أماكن مشجعة وجاذبة للمتسللين. وقال "طالما أن بعض الأحياء في مدينة الرياض شهدت هذه الحوادث وكان هناك من سوء التخطيط البلدي والتنظيم ما سهل انتشار بعض هذه الحوادث، فمن الطبيعي أن يكون من أول الدروس المستفادة من هذه الحملة وهذه الحوادث الأمنية أن تتولى جهات القيادة والسيطرة لإدارة هذه الأحداث تقديم النصح والإرشاد من خلال توجيهات رسمية معتمدة لدوائر الأمانات والبلديات في المدن والمحافظات لإحسان إدارة الأحياء والمناطق العشوائية". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يتوقع أن تنتقل شرارة هذه الأحداث إلى بعض الأحياء التي تكتظ بالعمالة الإثيوبية، قلل أبو ساق من شأن هذا الأمر، وقال "لدي قناعة شخصية بأن سرعة الاستجابة لرجال الأمن والحزم في مواجهة هذه الأحداث واتخاذ الإجراء اللازم بوضع البدائل اللازمة والمحفزات العاجلة من الحكومة تجاه المخالفين والتسهيلات التي قدمت، كفيلة بأن تحد من وقوع مثل هذه الحوادث". وامتدح رئيس اللجنة الأمنية بمجلس الشورى، الطريقة التي تعامل بها رجال الأمن مع أحداث الليلة ما قبل الماضية. وقال "تصرف رجال الأمن كان تصرفا حكيما وعادلا، وليس لدي شك أن رجال الأمن كانوا على درجة عالية من الإعداد والجاهزية الأمنية والانضباط وعلى درجة عالية من الوعي بحقوق الإنسان وحساسية هذه الأمور وتصرفوا تصرفا يليق بمؤسستنا الأمنية".