وصف المتخصص في الجوانب التربوية والاجتماعية، إبراهيم علي اليامي، ما يطرحه بعض الكتاب الصحفيين من مقالات "تبالغ" في مديح منطقة أو قبيلة معينة، بأنه من مظاهر حالة "اللاتوزان الفكري"، التي يعيشها الكثير من أبناء المجتمع. وقال في محاضرة نظمها نادي نجران الأدبي مساء أول من أمس بمقره، وأدارها عادل بالحارث بعنوان"التوازن الفكري": إن هؤلاء الكتاب الذين يخصصون عددا من مقالاتهم لمديح مبالغ فيه جدا لمنطقة معينة أو قبيلة أو فئة من الناس، لا يهدفون في الغالب إلى نفع المجتمع، بل كل هدفهم هو اكتساب شهرة وجماهيرية لدى عامة الناس المعنيين بالمديح". وحذر اليامي من أن هذا السلوك الكتابي من أسباب حدوث حالة من الاندفاع وعدم التوزان والإعجاب بهذا الكاتب أو ذاك على حساب معالجة أي مشكلة اجتماعية بشكل موضوعي وشفاف. وأضاف: هذا يؤدي إلى أن يبحث بعض أفراد المجتمع عن "شماعات" يعلق عليها أي مشكلة؛ لأنهم صدقوا هذا الكاتب الذي جعل منهم مجتمعا أفضل من جميع المجتمعات المحيطة، وبالتالي حدث لديهم خلل وعدم توزان فكري واجتماعي يضع الأمور في نصابها الصحيح. وتحدث المحاضر الذي استخدم بعض وسائل الإيضاح، التي تستخدم في الدورات التدريبية لتقريب الصورة للحاضرين عن أساليب "بناء عقلية متزنة تتصدى للأفكار الهدامة، وتتعايش مع الصراعات المذهبية والعرقية"، وقال "من المؤسف أن بعض المثقفين والناشطين يتسبب في شحن المجتمع بعبارات رنانة، ومبالغات كبيرة أثناء الحديث عن أي سلبية أو خلل تنموي أو اجتماعي، ولكنه في النهاية لا يقدم أي حلول حقيقية، بل يشعل فتيل الاحتقان ثم يتوارى عن الأنظار، فهو يعارض أو ينتقد لأجل الشهرة فقط".