بُعيد إعلان الائتلاف الوطني السوري وقوى الثورة، عن رفض المشاركة في مؤتمر جنيف 2، في حال مشاركة طهران، التي توصف كمحتل للأراضي السورية، لم يمتنع مستشار رئيس ائتلاف قوى المعارضة السورية الدكتور فايز سارة، من الجزم بعدم قدرة أي قوة دولية على إنتاج نظام بشار الأسد من جديد، في إشارة منه إلى قوى إقليمية، تُصارع من أجل إعادة ترميم نظام الأسد وأركانه، كروسيا، وإيران. واعتبر في تصريحاتٍ إلى "الوطن"، أن التخطيط لإعادة نظام بشار بأركانه لحكم سورية من جديد، أمر يستحيل تحقيقه، مهما كلف من أمد زمني، بل وتجاوز ذلك بكثير، حين قال "لن يجرؤ الروس، ولا الإيرانيون، على التفكير في إعادة هذا النظام، والتغيير الذي طرأ على خطاب موسكووطهران أخيراً، دليل على عجز تلك الدول على دعم الأسد أكثر من ذلك للبقاء في السلطة، نظراً لإصرار الشعب السوري على نيل حريته والخلاص من هذا النظام المجرم. وهذا التغيير يأتي بعد سنوات من الإصرار على دعم الحليف. ففي السابق كان المحوران الروسي والإيراني يُصران على بقاء الأسد في السلطة، أما الآن فقد تحولت البوصلة". وفي سياقٍ مقارب، جزم سارة بأن صمت المجتمع الدولي، وتنامي آلة القتل في سورية، أسهما في خلق بيئة حاضنة للإرهاب والتشدد في البلاد، في إشارة إلى تنامي حس التطرف لدى بعض الجماعات المسلحة، التي تقاتل على الأراضي السورية. واستغرب سارة، الذي تحدث إلى "الوطن" أمس عبر الهاتف، من نظر المجتمع الدولي إلى الأوضاع بعين واحدة، مستدلاً بمشاركة إيران، وحزب الله اللبناني، وميليشيات تابعة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كمثال على ذلك، حيث تنظر لهم القوى الدولية بشكل مغاير عما تنظر به لفصائل أخرى تقاتل من أجل إسقاط النظام. ولم يتوان مستشار رئيس قوى الثورة السورية، عن القول إن تنظيمات باتت نشطة حالياً في سورية، تتلقى دعماً على كافة الأصعدة، من دول معروفة، في إشارةٍ إلى تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام، الذي وضع يده أخيراً على مدن سورية عدة، تحت ستار القتال من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية. وتابع "هناك استنكار عالمي كبير لما تقوم به "داعش" على سبيل المثال، فما المانع من تضييق الخناق على حزب الله، وكتائب أبو الفضل العباس التي ثبت ضلوعها في الحرب الدائرة بسورية إلى جانب الأسد، لماذا لا يتم التعامل بذات المكيال مع تلك التنظيمات، في وقتٍ يضع العالم أنظاره على كتائب الجيش الحر، بل ولا تجد بعض الأطراف الدولية ضيراً في نعت البعض من تلك الكتائب ب"المتطرفة"، على خلاف تصنيف حزب الله المصنف أساساً "إرهابياً".