كانت نجلاء الخليفة في الثامنة من عمرها، يوم اشترى لها أبوها كاميرا متواضعة ذات 24 صورة، وفي كل مرة يحترق من الفيلم أكثر من 6 صور عند تحميضه في الغرفة المظلمة بأحد الاستديوهات، ومع ذلك لم تفتر علاقتها مع الصورة، حتى كبرت، وازداد شغفها، لتحصد جوائز عالمية، قدمت من خلالها تراثنا العريق لعيون الآخرين. تظل الخليفة متوترة كل اللحظات مع الصورة حتى تخرج، فهي أشبه عندها بولادة متعسرة، تأتي سعادتها والفرح بها بعد معاناة صعبة، وهذه المعاناة أهدتها جوائز عدة، كان آخرها ثلاثة أوسمة تقديرية في مسابقة"IPA 2012" في مدينة نيويورك عن صورة: "قصر البنت" فئة التراث العمراني، و"سلسة جبل القارة في الأحساء" فئة الطبيعة، و"يوم ممطر" فئة الفن التجريدي، مع مرتبة الشرف في مسابقة سوني العالمية "2012م" عن صورة "الحلم الوردي" في لندن. هنا حوار معها: أهدتك «صورة المدرسة الأميرية بالهفوف» جائزة المركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوجرافي للتراث العمراني السعودي، ما قصة هذه الصورة؟ وراء هذه الصورة قصة، فقد رأيت صوراً لمعالم واحة الأحساء للمصور عبدالعزيز البقشي، وأسرني جمال التراث العمراني، وطبيعة الواحة، فزرتها بعدساتي، قاصدة المدرسة الأميرية، وقصر إبراهيم، وجبل القارة، حيث لم يصدق كثيرون ممن شاهدوا صور الجبل أنه معلم سياحي في المملكة. لديك تجربة مع الصورة الرقمية، حدثينا عن هذه التجربة؟ بدأت أطور هوايتي من خلال الحصول على دورات في التصوير الفوتوجرافي والتصميم والفنون الجميلة، ومن يشاهد أعمالي يرى أنها تحمل تأثيراً واضحاً للفنون الجميلة، ويمكن لمسه من خلال موضوع الصورة، أو فكرتها، أو زاوية التقاط الصورة. العدسة الأنثوية لها طابعها الخاص الأكثر إحساساً، فهل تختلف عن عدسة الرجل؟ إلى حد ما، فالعدستان تتفقان وتفترقان. وأعتقد أن هذا الاختلاف يثري، ولا ينتقص من جمال أو تميز الصورة، فهنالك اختلاف في طريقة الطرح، واختيار المواضيع، وأجد أن العدسات الأنثوية تهتم بالنواحي الجمالية، ولو وجد لدينا المشهد نفسه، أعتقد أن كلاً منهما سيتعامل معه بطريقة خلاقة ومختلفة تعبر عن مكنوناته. ما الذي يثير عدسة نجلاء ليجعلها تجمد لحظات سريعة، ومرة تستنطق الجماد؟ بشكل عام، يجذبني التراث العمراني والمباني، و"اللاند سكيب" والتجريد، وكل ما يعكس إحساس المكان، كما أحمل تحدياً شخصياً بأن أقدم المألوف بصورة جديدة. أما على الصعيد الشخصي، فأشعر بأن الصورة تختزل الأمكنة واللحظات، والمشاعر والذكريات في آن واحد، فتجدني تارة أسعى لتوثيق اللحظة، أو إحساسي بالمكان، وتارة أحاول تجميد الزمن في تلك اللحظة. ما أبرز المشكلات التي تواجهها المصورة السعودية؟ هنالك غياب للدعم والتقدير لنشاط التصوير والتنظيم المؤسسي الفعال، وعدم وجود مؤسسات تعليمية على مستوى عالٍ لصقل المواهب وتطويرها، وتتولى إدارة وتطوير مسار واضح للمصورين وتسويق الأعمال، وحفظ الحقوق والملكية الفكرية كتلك التي نراها في دول العالم المتقدمة. كيف ترين المصورة السعودية؟ لدينا مصورات برعن وقدمن أعمالاً متفردة أوصلتهن إلى العالمية، وما وصلنا إليه هو من خلال التعليم الذاتي والمجهود والمتابعة الشخصية لما يحدث في العالم الضوئي من حولنا، ونحن بحاجة إلى الاعتراف بأهمية التصوير الضوئي ورسالته. لماذا يبحث المصور عن لقطات فريدة في الخارج، ويعزف عن الداخل؟ أعتقد أن السبب الأساس هو قلة المعرفة بما تحويه المملكة من ثراء وتنوع، لذا يتجه المصورون إلى البديل الأسهل. ولكنني أعتقد أن من حق وطننا علينا أن نتخطى الصعوبات، ونبحث ونستكشف ما في داخله من جنات، ومن ثم نقدمه للعالم. الجوائز • المركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوجرافي للتراث العمراني السعودي عن «المدرسة الأميرية الأولى بالأحساء»، تراثنا في عيوننا 2011. • والمركز الأول في مسابقة «الوطن في عيون الفوتوجرافيات»، عن «ممر الذكريات»، من وزارة الثقافة والإعلام الرياض 2011. • المركز الرابع في المهرجان العربي الأوروبي الثامن للصور الفوتوجرافية، عن «الحلم الوردي» محور البيئة والطبيعة، من اتحاد المصورين العرب هامبورج 2011. • المركز الأول في مسابقة معرض ازرع شجرة عن «مقعد في الحديقة» جمعية البيئة السعودية الغاط 2011. • المركز الأول في مسابقة الآثار في عيون الفن، عن «من المصمك إلى السماء»، من الجمعية السعودية للدراسات الأثرية الرياض 2011. •المركز الثالث في مسابقة البحر بعدسة الفنان، عن «في ذات يوم جميل» من نادي التصوير الضوئي بتبوك 2011. • المركز السادس في مسابقة جاليري الفن النقي، عن «الإعصار» الرياض 2011. •المركز الثالث في مسابقة PX3 الفرنسية، فئة الطبيعة عن «صباح جميل». •المركز الثالث في مسابقة معرض إبداعات ولقطات، عن «الدرعية بين الأمس واليوم» الهيئة العامة للسياحة والآثار 2007.