في الوقت الذي انتقد فيه عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية الصالحية عبدالمحسن عبدالرحمن القاضي، غياب الطرح الشبابي في مهرجان عنيزة الثقافي الرابع، اشتكى المشرف العام على المهرجان صالح محمد الغذامي، من عدم تجاوب الشباب للمشاركة في المهرجان، قائلاً: "كانت هناك محاولة لإشراك الشباب لكن مع الأسف الشديد لم يتجاوب معنا الكثير منهم؛ بسبب قلة خبرتهم"، مبيناً بأن ذلك دفع المهرجان إلى أن يتم التركيز على أن يقدم المهرجان للشباب لا أن يُقَدَّموا له. ولم يخف عضو مجلس إدارة الجمعية عبدالمحسن القاضي، استياءه في ختام حفل الافتتاح من قلة الحضور ونوعيتهم، متسائلاً: "لماذا مثل هذه الفعاليات قليلة الحضور؟"، ورأى بأن هذا الأمر يحتاج لوقفة منهم كمثقفين –سمِّنا ماشئت–، وتابع "تجد الشخصيات التي يُشار لها بالبنان، ومع ذلك الحضور يُؤسف له في مثل هذه الندوات". واعتبر القاضي في تصريحاته التي خص بها "الوطن"، عنوان المهرجان "أبناؤنا بناؤنا " عنواناً جميلاً، مطالباً بأن يكون هناك طَرحٌ للشباب يُحاضِرون بأنفسهم ويسمعون من الآخرين ويكونون من ضمن تلك الندوات، مؤكداً أن ذلك يتجلى في أن "مُشكلتنا هي أننا لا نسمع من الشباب .. بينما هم يسمعون مِنّا"، وقال: إن تجاهل الشباب هو معضلةٌ موجودة في كثيرٍ من البرامج، التي أهملتهم ولم تراع وضعهم. إلى ذلك، قال المشرف العام على المهرجان صالح الغذامي في تصريح إلى "الوطن": إن المهرجان لم يغفل عن الطَرح الشبابي، معرباً عن أسفه الشديد؛ لعدم وجود تجاوب مع المهرجان من الكثير منهم، بسبب قلة خبرتهم مما لم يُمكّنهم من المشاركة، وهو ما دعا اللجنة المنظمة للمهرجان إلى أن تُقْدِم إلى الشباب لا أن يُقْدِموا إليها، عبر أول محاضرة في المهرجان بعنوان: "رسالةٌ إلى الشباب"، مستدركاً، بأن فكرة الطرح الشبابي جميلة ولكن مع الأسف اعتذر كثيرٌ منهم، مؤملاً مشاركتهم في السنوات القادمة. وكان أمير منطقة القصيم الأمير "فيصل بن بندر بن عبدالعزيز" شهد مساء أول من أمس، حفل افتتاح مهرجان عنيزة الثقافي الرابع تحت شعار: "أبناؤنا بناؤنا"، الذي ينظمه فرعا الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة: مركز "صالح بن صالح الاجتماعي" ومركز "الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي"، بحضور الأمير "سلطان بن محمد الكبير" ووزير الشؤون الإجتماعية الدكتور "يوسف العثيمين". وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية للمبنى؛ إيذاناً بافتتاح مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي، واطلع على أرجاء المركز الذي يضم مجموعة من الأقسام، واعتبر أمير منطقة القصيم في كلمته الاسم والعنوان الذي تم اختيارهما للمهرجان بأنه موفق، واصفاً هذا العنوان بالمهم جداً ويجب أن يعطي حقه من البحث والعناية، وقال سموه للمشاركين في هذا الملتقى: "أوصيكم خيراً بأبنائنا وبناتنا في كل ما يُطرح"، معرباً عن سعادته في المشاركة في افتتاح مركز الأميرة نورة العبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي يحمل اسماً كله نورٌ، وكله عملٌ صالح، وكله مساندةٌ لمؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأشار إلى هذه المرأة التي أعطت من عُمرها وجهدها وصحتها رعايةً لبنات هذا الوطن، في وقت المؤسس وكانت شقيقته ومستشارته في هذا المجال، مؤكداً على أن هذا المركز حينما أُختير له هذا الاسم اعتقد أنه اختيار موفق من رجالٍ وجدوا أن للمرأة حق، وأن للمرأة في هذا العصر حقٌ؛ كي تجد مكاناً مُمتعاً لها؛ لذلك يجب أن نؤكد أن العمل الخلاَّق والعمل المتفوق لا يأتي إلا من المتفوقين. وتابع أمير القصيم: "لقد أحسنتم وتفوقتم وأعطيتم وبذلتم في سبيل إيجاد هذا المركز بهذا الشكل، وهذا الوضوح الذي هو عليه، وجميلٌ جداً أن يُصاحب هذا الافتتاح مهرجان ثقافي، هو المهرجان الرابع للثقافة في مُحافظة "عنيزة". وتخلل الاحتفال حفل خطابي، أوضح من خلاله رئيس مجلس إدارة الجمعية "عبدالله بن علي النعيم" أن عنيزة تحتفل بالمهرجان الرابع للثقافة تحت شعار"أبناؤنا بناؤناً، على أمل أن تلامس البرامج المقدمة حاجات وطموحات وآمال الشباب. وبيَّن أن عنيزة اعتادت على إقامة المهرجان الثقافي كل عامين، وتختار له موضوعاً حيوياً يعالجه نخبة من المحاضرين والمحاضرات المختصين فى ذلك الميدان، مشيراً إلى الاحتفال بافتتاح مركز الأميرة نورة الاجتماعي، الذي حمل اسم رائدة العمل الاجتماعي والخيري صاحبة الرأي السديد والمشورة الصائبة، تلك هي الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل شقيقة المؤسس باني وحدة الوطن، كان حقَّاً تخليد ذكراها العطرة بإقامة هذا المركز، الذي سيخدم نساء القصيم. وأضاف أن تكاليف المركز بلغت أكثر من ثمانين مليون ريال، كلها تبرعات من المحسنين وعلى رأسهم قائد مسيرة التنمية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم يأتي بعده أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر، وهو المساند لكل عمل وطني يقام فى أنحاء منطقة القصيم، والأمير سلطان بن محمد بن سعود، والشيخ الفاضل حسين العمودي، والأخ المهندس بكر بن محمد بن لادن، وآخرون كثيرون ساهموا فى تمويل إقامة المشروع. .واشتمل الحفل على تكريم الشاعر محمد بن فهد العيسى – رحمه الله - و محمد بن ناصر العبودي، والدكتور عبدالله بن يوسف الشبل، والدكتور علي بن عبدالله الدفاع، والدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، إلى جانب المتميزين والمبدعين من: المعلمين، والمعلمات، والطالبات، بإدارة التربية والتعليم في محافظة عنيزة، الحائزين على جوائز على المستوى الوطني والخليجي والعالم العربي خلال الفترة 1432-1434.