وصف المسرحي إبراهيم الحارثي، المسرحيين في مدينة ينبع بأن قدرهم النضال، بعد تجاوزه ثمة عراقيل و عقبات كبيرة جدا، حسب قوله. وأضاف الحارثي ل»الوطن» أسهمت بتكوين فريق عمل من الشباب، وقدمنا بعض العروض المسرحية، و لكن كل هذه العروض كانت ضمن نطاق العمل التربوي، للأسف ينبع ببحرها و صناعتها و نخلها منسية، قدرنا في هذه المدينة أن نمتص الرحيق من الحريق، و أن تتعانق بين أصابعنا الطرقات و الأوقات، المؤسسة الثقافية تجاهلتنا تماما، و جعلتنا بعيدين كل البعد عن ممارسة الفعل الثقافي، فينبع التي تتميز بالموروث و التاريخ و الشعر و الثقافة و الفن و الألعاب الشعبية، غير موجودة ضمن اهتمامات المؤسسة تماما، لا يد بيضاء تمتد إلينا لتجذبنا مما نحن فيه، نحاول صناعة حدث ثقافي بأي شكل من الأشكال، لا يوجد حقيقة أي عمل ثقافي مكتمل إلى الآن، مجرد خطوات بسيطة جدا و أنشطة منبرية تمت بجهود فردية، و كل هذا العمل كان خارج نطاق المؤسسة الثقافية، صدقا نحتاج لوقود و دافع حقيقيين، يكفلان لنا حرية صنع حراك فني و ثقافي، و هذا لا يتحقق إلا بوجود إما فرع لجمعية الثقافة و الفنون و ناد أدبي نمارس فيه كل ما يمكننا من أجل الإسهام في دفع عجلة الثقافة ما استطعنا. وكانت «مسرحية سيد الجامجم» التي كتبها الحارثي قد نافست أخيرا على ست جوائز بمهرجان الصواري بالبحرين عن طريق فرقة رموش، ووصف الحارثي «سيد الجماجم « بأنه عبارة عن عرض ديودرامي من تأليفي و إخراج معتز العبدالله و تمثيل وهيب ردمان و معتز العبدالله، قدمته فرقة رموش التي تأسست كفرقة أهلية في الدمام في عام 2002 على يد الفنان معتز العبدالله الذي أسهم بتقديم الكثير من الأعمال الناتجة عن الكثير من الورش التدريبية، و تهتم فرقة رموش بالعمل على الممثل و على فضاء المسرح، و نتجت جهودها عن تحقيق العديد من الجوائز المحلية و العربية؛ لأنها تسير وفق منظومة ذات هدف معين و تسعى لتحقيق مشروعها المسرحي من خلال مثل هذه العروض، ما يميز فرقة رموش محليا أنها تطرق التجريب بشكل لافت من خلال سينوغرافيا مختلفة و هذا ما تحقق في مشوار هذه التجربة النص يحكي عن المسرح بشكل عام و نناقش فيه قضية تقبل المجتمع له، و كيف يراه المسؤول عن دفة العمل الثقافي، و كلنا يعي دور المسرح و نحن كمسرحيين نمتلك طاقة هائلة من الأمل، و الأمل وحده هو ما يجعلنا نمارس هذا الفعل، قُدم العرض في حوض ممتلئ بالماء و الأسماك و الجماجم و حاولنا أن نحقق عناصر الاتصال المسرحي من خلال هذا العرض الذي لقي إشادة كبيرة من قِبل المهتمين بالمسرح و حققنا جائزة عبدالله السعداوي لأفضل عمل مسرحي متكامل و هذا كله بفضل الله ثم بفضل تمسكنا بمشروعنا المسرحي ... الحارثي لفت إلى أنه بدأ تجربته الحقيقية من خلال ورشة العمل المسرحي بالطائف، مضيفا: هناك يعمل فريق كامل على إثراء كل جوانبك المعرفية و الفنية من خلال احتكاكك المباشر بالمهتمين بالمسرح، و شاركتهم فعل «الورطة» و انصهرت كثيرًا وسط هذه المجموعة التي أسهمت كثيرًا في تغذيتي بكمية لا بأس بها من الثقافية الفنية و المسرحية، و كنا مؤمنين صدقا بكل ما نصنعه، و نردد مقولة سعد الله ونوس في كل عمل نصنعه «إننا محكومون بالأمل» فنراقب و نتابع و نتناقش و نتشكل في مجموعة كل هدفها الارتقاء بالعمل المسرحي وتطويره.