موجة من الانتقادات الحادة وجهها نقاد ومثقفون إلى صناع أفلام العيد هذا الموسم، نظرا لما تتضمنه تلك الأفلام من مشاهد خادشة للحياء، وهي التيمة التي اعتمد عليها المنتجون في أعمالهم، خاصة بعد ثورة 25 يناير. وتحمل أفلام العيد هذا العام طابعا شعبيا خالصا، اعتمدت فيه بشكل كبير على المشاهد الخارجة، وخلت من أية أفكار جادة، الأمر الذي دعا عددا من الهيئات، أبرزها المجلس القومي لحقوق المرأة، إلى المطالبة بوقف عرضها، نظرا لخطورتها على المجتمع. وتعرض هذا الموسم ستة أفلام سينمائية فقط، نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها صناعة السينما، منذ أكثر من عامين، مقارنة بنحو11 فيلما كانت تعرض في نفس الموسم قبل ثلاث أعوام، أي أن الإنتاج تراجع إلى النصف. المنتج أحمد السبكي، قال ل"الوطن": "لا أهتم بما يقوله النقاد، والإنتاج مهنتي، وأركز فقط على الإيرادات، وتقديم أعمال تعجب الجمهور، والفن في النهاية ما هو إلا متعة". أما الناقدة الفنية نهى جاد، فأكدت أن "الجمهور بات مجبرا على السير في اتجاه واحد، فكان المشاهد في الماضي يختار ما بين الفيلم الكوميدي، أو السياسي، أو الرومانسي، إلا أنه وفي ظل كساد الإنتاج أصبح المنتجون يفرضون وجهة نظرهم". فيما حذر المخرج محمد فاضل من نوعية الأفلام التي تقدم، مشيرا إلى أن تأثيرها أخطر من المخدرات، معتبرا أن من أبرز أسباب تعثر صناعة السينما هو هجرة النجوم الكبار إلى التلفزيون، جريا وراء الأجور العالية. ورغم اعتراض الناقد طارق الشناوي على ما يقدمه "السبكي" من أفلام، إلا أنه قال "إنه ذكي؛ لأنه نجح في اجتذاب الجمهور، في الوقت الذي توارى فيه معظم المنتجين عن الساحة"، في الوقت نفسه قال طارق، إن تلك النوعية من الأفلام لا تظل في الذاكرة كثيرا. ومن أبرز الأعمال المعروضة هذا الموسم، "هاتولي راجل" بطولة شريف رمزي، وأحمد الفيشاوي، وإخراج محمد شاكر، وفيلم "8%"، الذي يجمع نجوم الطرب الشعبي أوكا، وأورتيجا، ومي كساب، وهو من تأليف وإخراج أحمد أمير، و"القشاش" إخراج إسماعيل فاروق، وبطولة حورية فرغلي، ومحمد علي، و"عش البلبل" تأليف السيد السبكي، وإخراج حسام الجوهري، وبطولة سعد الصغير، وكريم محمود عبدالعزيز، ودينا. هذا بالإضافة إلى عدة أفلام أخرى من موسم "عيد الفطر" الماضي، قرر منتجوها عرضها مرة أخرى، ومنها "قلب الأسد" بطولة محمد رمضان، وحسن حسني، وإخراج كريم السبكي، و"نظرية عمتي" لحورية فرغلي، وحسن الرداد، وهو من إخراج أكرم فريد.