تظاهر سكان مخيم اليرموك جنوبدمشق أول من أمس، احتجاجاً على الحصار الذي تفرضه القوات النظامية، والذي أدى إلى موت العشرات من المدنيين معظمهم من الأطفال بعد أن انعدمت السلع الغذائية. وحمل المتظاهرون أغصان الزيتون معلنين السلام أمام السلاح، وتوجهوا نحو الحاجز فأطلق عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النار عليهم كما هو متوقع، وسقط شاب قتيلاً وجرح 3 آخرون. ويصف أحد شهود العيان ما حدث في مخيم اليرموك بأنه "رد فعل طبيعي" من عناصر الجبهة الذين يوالون جيش الأسد على حساب أبناء جلدتهم من اللاجئين الذين ليست لهم علاقة بالأزمة السورية، ورغم ذلك منعوا عنهم الغذاء منذ 3 أشهر وفرضوا عليهم حصاراً خانقاً بالتعاون مع جيش النظام. وأضاف "تسبب هذا الحصار الظالم الذي ليس له مبرر على الإطلاق في حدوث حالة احتقان وغليان كبيرين عند المدنيين في المخيم، مما اضطر اللاجئين للتعبير عن غضبهم وعن الحرمان الذي يعيشونه بواسطة التظاهر ومحاولة فك الحصار بأنفسهم. وعن أسباب حصار المخيم يقول "السبب الرئيسي في حالة التضييق التي يعاني منها سكان المخيم هي وقوفهم مع الثورة السورية، ومطالبتهم بإسقاط النظام كأشقائهم السوريين. مما جلب عليهم سخط النظام. كما أن قوات النظام تشعر بالغبن بعد نجاح قوات المعارضة في تحرير أجزاء كبيرة من المنطقة وتوجيه ضربات موجعة لقوات الأسد". مشيراً إلى أن الطعام انعدم نهائياً من المنطقة، وبات السكان يعتمدون فقط على بعض أنواع البقول كالعدس والبرغل، إضافة إلى خضراوات بسيطة. وهذه المواد موجودة إما من خلال الادخار والتموين، أو يتم الحصول عليها من المناطق المجاورة التي تزرعها. ورغم ما يعانيه سكان مخيم اليرموك من صعوبات وشظف، إلا أنهم يعتبرون أفضل حالاً إذا ما قورنوا بنظرائهم في بقية الأحياء الموجودة جنوب العاصمة، فحي التضامن الذي يعتبر من أوائل الأحياء التي ثارت ضد نظام الأسد يموت سكانه من الجوع بصورة منتظمة. حيث يفتقر لأبسط مقومات الحياة، فلا توجد به كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، وهناك ندرة في المواد المعيشية الأساسية بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه جيش الأسد على المنطقة، وإن توفرت بعض المواد الغذائية فإن ذلك يكون عن طريق تهريبها إلى داخل الحي، مما يشكل خطراً على حياة من يقوم بهذه المهمة الصعبة.