عادت الرياض مُجدداً، للتأكيد على أن أفضل وسائل قطع الطريق على قوى التطرف في سورية، تكمن في توفير أقصى درجات الدعم لقوى الاعتدال، لمنع أي تأثيرٍ لتلك القوى على مستقبل سورية. وشددت المملكة على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في "اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري" الذي عقد على هامش اجتماعات الأممالمتحدةبنيويورك مساء أول من أمس، على ضرورة تأطير أي اتفاقٍ "أميركي – روسي" بخصوص سورية، بقرارٍ من مجلس الأمن، تحت الفصل السابع، من شأنه أن يُجبر النظام السوري "الذي فقد شرعيته"، على الالتزام بالاتفاق، وعدم استغلاله لكسب المزيد من الوقت، والقيام بالمزيد من التنكيل بالشعب السوري، مع الإفلات من العقاب. ووضع الفيصل أربعة مطالب على طاولة المجتمع الدولي، قال إنه من الضروري الاستناد عليها، في أي حلٍ أو اتفاقٍ حول الأزمة السورية، وحددها ب"توثيق الاتفاق الروسي الأميركي بقرار واضح وحازم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع من الميثاق، لضمان التزام نظام الأسد بالاتفاق دون تسويف أو مماطلة"، و"التأكيد على جميع قرارات اجتماعات أصدقاء سورية، والمبادئ المتفق عليها في اجتماع "جنيف1"، وعدم استخدام "جنيف2" وسيلةً لإضفاء الشرعية على نظام الأسد"، بالإضافة إلى "تكثيف الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري للمعارضة السورية، لتمكينها من الدفاع المشروع عن نفسها، وتغيير ميزان القوى على الأرض وهو ما سيدفع بالحل السياسي المطلوب"، وانتهى عند الشأن الإنساني، حين طالب الفيصل ب"تكثيف المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الملايين من النازحين واللاجئين السوريين، وتوفير الضمانات اللازمة التي تكفل وصول المساعدات والإعانات لهم عبر مختلف الوسائل المشروعة". عقبة السلام وانتقد وزير الخارجية ما اعتبره "تردداً من قبل المجتمع الدولي"، الذي يُشكل عقبةً لتحقيق السلام في سورية، نتيجةً لتحفظه في دعم الجيش السوري الحر، بحجة إمكانية انتهاء الدعم إلى أيدي المتطرفين، لذا يجب تكثيف الدعم والمساندة للائتلاف والجيش الحر، لضمان فعاليته وتأثيره قبل اجتماع جنيف المزمع. وقال الفيصل في هذا الصدد: "إن ما يحز في النفس ويثير الغرابة، أن مقتل ما يتجاوز أكثر من مئة ألف سوري على يد نظام يستخدم آلة قتل شرسة من الدبابات والصواريخ والقاذفات والطائرات، لم يكن كافياً لتحريك المجتمع الدولي، بل تحتم الانتظار حتى استخدام الغازات السامة المحرمة دولياً، التي تسببت في مقتل أكثر من 1400 ضحية، جُلهم من النساء والأطفال، ليتهم النظام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية". ومضى وزير الخارجية يقول: "كان المأمول أن يسفر التحرك الأخير عن رد حازم يردع هذا النظام عن المضي في ارتكاب المزيد من جرائمه، وأن يعالج الاتفاق "الروسي – الأميركي" الأخير القضية السورية من منظور شامل، لا يقتصر على السلاح الكيماوي، على افتراض أنه هو الذي يشكل جريمة ضد الإنسانية، في حين أن قتل عشرات الألوف بأسلحة إبادة جماعية، على امتداد أكثر من عامين، لا يقل بحال من الأحوال عن فظائع جرائم النظام". تجاوز الخطوط الحمر وحذّر في ذات الوقت، من استغلال النظام السوري للاتفاق الأميركي – الروسي، الذي يُغني عن الحل العسكري للأزمة، لكسب مزيد من الوقت، وعلى نحوٍ يمكنه من الإفلات من العقاب، وبطريقة توفر له فرصاً عديدة، تمكنه من المضي في أساليب التسويف والمماطلة والتهرب، التي عودنا عليها على امتداد الأزمة السورية، ولا بد أن يتيح له هذا الوقت، الفرصة لممارسة المزيد من التنكيل بالشعب السوري، أو المحاولة لاستعادة شرعيته التي فقدها بإرادة غالبية المجتمع الدولي. واعتبر وزير الخارجية أن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي تجاوزاً للخطوط الحمراء كافة، وأمل أن لا يؤدي إفلات النظام من العقاب إلى إثارة الشكوك حيال الجدية في الالتزام بالمبادئ المتفق عليها في كل من اجتماعات أصدقاء سورية، ومؤتمر "جنيف1"، والتي قضت بعدم شرعية النظام السوري، واعترفت بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري، بل وأكدت على عدم مشاركة رأس النظام أو كل من تلطخت أيديهم بالدماء السورية البريئة في أي ترتيبات انتقالية، وإن الائتلاف السوري والجيش الحر، في أمسّ الحاجة إلى ما يعزز ثقته بالمجتمع الدولي وقناعته بوقوفنا جميعاً إلى جانبه، للاضطلاع بالدور المتوقع منه في أي تسوية سياسية قادمة. زيادة المساعدات وأعلنت "مجموعة أصدقاء سورية" أنها مصممة على زيادة المساعدة لكل مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يواجه صعوبات مع تزايد الاقتتال الداخلي في الأسابيع القليلة الماضية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال الاجتماع الذي نظمته بلاده، إنه بعد التأزم على مدار عامين ونصف العام وافق مجلس الأمن أخيراً على التحرك بشأن سورية. وأضاف: "أرادت دول كبيرة كثيرة من ضمنها فرنسا أن ترى قرارا من مجلس الأمن يضمن آلية ذات مصداقية يمكن التحقق منها لتدمير هذه الأسلحة بأسرع ما يمكن. لقد تم وضع اللمسات الأخيرة على مشروع القرار وسيسلم خلال ساعات". مافيا الدماء وندد رئيس "الائتلاف الوطني السوري" أحمد الجربا الذي تحدث نيابة عن المعارضة، بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، واصفاً نظامه بأنه "مافيا تريق دماء السوريين". وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: "أعتقد أن الجميع هنا توصلوا إلى أنه لا يوجد نصر عسكري. ستنهار قبل أن يمكن لأي طرف أن يزعم تحقيق نصر عسكري". وزير الخارجية يلتقي نظيره اليوناني نيويورك: واس اجتمع وزير الخارجية رئيس وفد المملكة الأمير سعود الفيصل إلى اجتماعات الدورة ال 68 الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أول من أمس مع وزير الخارجية اليوناني إيفانجيلوس فنزيلوس. وجرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون الثنائية بين المملكة واليونان والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة. حضر اللقاء المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة السفير عبد الله بن يحي المعلمي، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد بن إبراهيم الجندان، ووكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف بن طراد السعدون، ومدير الإدارة الإعلامية السفير أسامة نقلي.