دعا قادة وزعماء الأديان من مختلف دول العالم إلى تطوير واستمرار الحوار بين الأديان والثقافات، مؤكدين أن الحوار "بات ضرورة وليس مجرد خيار" من أجل تحقيق التعايش السلمي. وأكد الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف في الكلمة التي وجهها لقادة وزعماء الأديان المشاركين فى أعمال اللقاء الذي بدأ أمس في العاصمة الكازاخية آسطانة" أن المؤتمر أصبح ساحة للحوار بين قادة وزعماء الأديان وذلك خلال السنوات العشر التي مضت على انطلاقه. وأعرب نزار باييف في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس ديوان الرئاسة "بوكلان أولاي عن أمله في نجاح مناقشات المؤتمر في جعل العالم "أكثر تسامحاً وتعايشاً". كما تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتي أدارها الدكتور ماجد التركي، رئيس مجلس السنات الكازاخستاني (الغرفة الثانية للبرلمان) الدكتور "خيرات مامي" الذي أكد على الدعم السياسي الواسع من الرئيس الكازاخستاني لإنجاح واستمرار الحوار بين أتباع الأديان في العالم على أرض بلاده لتحقيق التعايش السلمي والذي أصبح نموذجاً واقعاً في كازاخستان ذات العرقيات المتعددة وأتباع الديانات المختلفة مشيراً إلى أن كازاخستان قد عانت من الأسلحة النووية ولديها 147 عرقية و17 ديانة ومع ذلك تحقق التعايش السلمي بالحوار والوفاق وهذا ما تتطلع إليه في العالم أجمع. وأضاف مامي أن بعض المفكرين كانوا يقولون إن الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان لكن هذه المقولة تحطمت من خلال هذا الحوار وهذه الفرصة التي أتاحها مؤتمر آسطنة للحوار والتعايش بين أتباع الأديان وقد عززت الحوارات وأصبح في آسطانة مركز لحضارات الأديان. من جانبه أكد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال جان لويس توران أن الحوار بين أتباع الأديان بات ضرورة وليس مجرد خيار في ظل الوضع الراهن في مختلف مناطق العالم وذلك من أجل تحقيق العدالة والأخوة والازدهار وعلينا أن نمد أيدينا كمؤمنين إلى ملايين الناس في العالم الذين يحملون القيم الأخلاقية من أجل السلام، مشيراً إلى أن ذكرى مرور عشر سنوات على مؤتمر علماء الأديان مناسبة للتفكير في الماضي والبناء للمستقبل. أما رئيس معهد حوار الأديان بالهند الدكتورة "سمية سمير" فقد شددت على أهمية الدور الذي يقوم به رموز وقادة الأديان في الحوار والتعايش وترسيخ قيم التعايش والحوار بين أتباع الأديان في العالم لأنه الطريق الوحيد الذي يعول عليه من أجل التنمية والبناء في مختلف دول العالم. يذكر أن المؤتمر الذي انطلق في عام 2003 ويعقد مرة كل ثلاث سنوات يسعى إلى تعزيز السلام والتوافق والتسامح باعتبارها من أهم مبادئ الوجود الإنساني، والتوافق على الاحترام المتبادل بين الأديان والديانات والأعراق والجنسيات ومواجهة محاولات المساس بالمشاعر الدينية للشعوب بهدف إشعال النزاعات والحروب. وقد جمع المؤتمر في دورته الأولى ممثلين من 17 ديانة وكانت من أولوياته تعزيز السلام والتوافق والتسامح باعتبارهما من أهم مبادئ الوجود الإنساني، ثم انعقد المؤتمر الثاني في عام 2006 في آسطانة بمشاركة 29 وفداً من مختلف دول العالم وعقد المؤتمر الثالث عام 2009 بمشاركة رؤساء عدد من الدول و77 وفداً من 35 دولة ثم كان المؤتمر الرابع في مايو 2012 بحضور 85 وفدا من 40 دولة.