دعت منظمات دولية قطر اليوم الخميس الى تغيير سياستها تجاه العمال الاجانب الذين يعملون في المشاريع التحضيرية لبطولة كاس العالم لكرة القدم 2022 عقب التحقيق الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية وتحدثت فيه عن "عبودية العصر الحديث". وذكرت الصحيفة ان عشرات العمال النيباليين لقوا حتفهم بينما كانوا يعملون في قطر خلال الاسابيع الماضية، ما اثار مخاوف بشان الاستعدادات التي تجريها الدولة الخليجية لاستضافة البطولة العالمية. وصرح الاتحاد الدولي لنقابات العمل للصحيفة انه بالوتيرة الحالية فان 4000 عامل اجنبي على الاقل سيلقون حتفهم قبل بدء البطولة بعد تسع سنوات. واستنادا الى وثائق حصلت عليها من السفارة النيبالية في قطر، قالت الغارديان ان الاف النيباليين الذين يشكلون اكبر مجموعة من العاملين الاجانب في قطر، يواجهون الاستغلال واساءة المعاملة التي ترقى الى مستوى "العبودية، عبودية العصر الحديث". وقال ايدان ماكادي مدير المنظمة العالمية لمكافحة العبودية والذي اطلع على الوثائق التي عرضتها الصحيفة، لوكالة فرانس برس ان الادلة "تشير بشكل كبير الى ظروف عمل وحشية لا تصلح لاحد". واضاف ان تلك الادلة "تشير الى عمالة السخرة وحتى اكثر من ذلك. ان هذا سر مفتوح، ولا توجد جهود منسقة (من قبل السلطات القطرية) لوقفه". وذكرت الصحيفة انها عثرت على ادلة على عمالة السخرة في مشروع بنية تحتية ضخم خاص بكاس العالم، رغم ان العمل لم يبدأ بعد على بناء الملاعب الخاصة بالبطولة. وقالت ان بعض النيباليين قالوا انهم لم يتلقوا اجورهم منذ اشهر وان رواتبهم حجبت لمنعهم من الفرار، بينما لجأت مجموعة من 30 عاملا الى السفارة النيبالية فرارا من ظروف العمل التي يعيشونها. وقال بعض العمال ان اصحاب العمل صادروا جوازات سفرهم ورفضوا منحهم هويات ثبوتية، بينما قال اخرون انه تم حرمانهم من مياه الشرب رغم حرارة الصحراء القاسية. وقال نيبالي يعمل في مدينة لوسيل التي ستضم ملعبا يتسع لنحو 90 الف متفرج ستقام فيه المباراة النهائية في البطولة، "نريد ان نغادر ولكن الشركة لن تسمح لنا بذلك". وحذر الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمل شاران بورو من ان "الناس يجب ان لا تدفع الثمن من ارواحها من اجل ان تحقق بطولة العالم نجاحا رياضيا وتجاريا". وذكر الاتحاد على موقعه على الانترنت الثلاثاء ان نحو 32 عاملا العديد منهم شباب في العشرينات من العمر، قضوا حتفهم خلال شهر تموز/يوليو من هذا العام، واكد وجود مؤشرات الى ان اعدادا مماثلة من دول اخرى يلقون حتفهم كذلك. وقال بورو "لقد ذكرت قطر انها ستحتاج الى ما بين نصف مليون ومليون عامل اضافي لاعداد البنية التحتية لكاس العالم، وهذه زيادة بنسبة 30% من القوة العاملة، واذا لم يتم تطبيق اصلاحات، فسنتوقع زيادة مماثلة في نسبة الوفيات". واضاف "اذا لم يتم تطبيق التغييرات الضرورية، فان عدد العمال الذين سيموتون اثناء بناء منشات كاس العالم سيفوق عدد اللاعبين الذين سيشاركون في بطولة كاس العالم 2022". واكد الاتحاد الدولي لكرة القدم الخميس انه "قلق جدا" بعد تحقيق الغارديان. وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي "الفيفا قلق جدا بخصوص التقارير الصحافية التي تشير الى التعسف في استخدام حق العمل والظروف السيئة للعاملين المشاركين في انشاء المشاريع في منطقة لوسيل في قطر". واضاف المتحدث ان "الفيفا سيجري من جديد اتصالات مع السلطات القطرية والموضوع سيبحث ايضا خلال اجتماع اللجنة التنفيذية في 3 و4 تشرين الاول/اكتوبر 2013 في زيوريخ والمخصص لكأس العالم 2022 في قطر".