أبدى نواب في الكونجرس الأميركي تأييدهم لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة معاقبة المسؤولين عن الهجوم بالسلاح الكيماوي في سورية. وقال النائب الجمهوري جون ماكين إن تفكيك الأسلحة الفتاكة وتدميرها لا ينبغي أن يكون هو الهدف الوحيد للمجتمع الدولي، ولا بد من محاكمة من ارتكبوا تلك الجريمة. وأضاف في تصريحات صحفية أمس "أن يموت أكثر من 1400 شخص معظمهم من النساء والأطفال فهذا ليس بالأمر السهل الذي يمكن أن يغض القانون الدولي طرفه عنه، ولا بد أن يمثل المجرمون أمام المحكمة الجنائية الدولية كي يعاقبوا على ما اقترفوا من جريمة ضد الإنسانية". وتعليقاً على هذه المطالبة قال المحلل السياسي جيفري مايكل في تصريحات إلى الوطن إن التغاضي عن هذه الجريمة النكراء يغري الكثيرين بارتكابها، وأضاف "سمعة الولاياتالمتحدة كدولة راعية للقانون الدولي والعدالة أصبحت على المحك، واتفاقها مع روسيا حول تفكيك الكيماوي السوري لا ينبغي أن يكون على حساب الشعب السوري البريء، ولا ينبغي أن يدفع ذوو الضحايا ثمنه". وتابع "الكرة أصبحت في ملعب المحكمة الجنائية الدولية بعد تأكيدات أمين عام الأممالمتحدة بضرورة أن تأخذ العدالة مجراها، ولا بد من تحديد أسماء من أمروا أو أسهموا أو سمحوا بوقوع تلك المأساة". وكان مون قد قال في كلمته أمام الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الأزمة السورية هي أكبر التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، وأضاف "وقع في سورية أرعب الهجمات في القرن الحادي والعشرين بالسلاح الكيماوي، ولا بد أن يجد المسؤولون عنه جزاءهم العادل". وأكد أهمية أن يراقب المجتمع الدولي عملية إتلاف الأسلحة الكيماوية. ودعا كافة الأطراف المعنية لبذل جهود من أجل عقد مؤتمر "جنيف-2" الدولي بأسرع ما يمكن. واعتبر أن "تحقيق انتصار عسكري في النزاع بسورية هو وهم، وأن الرد الوحيد على الأزمة هو التسوية السياسية". بدوره طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته أمام الجمعية كلاً من روسيا وإيران بعدم الإصرار على بقاء النظام السوري، وقال "بقاء الأسد سيؤدي لعنف متزايد ومساحة كبيرة لعمل المتطرفين. كلنا مؤمنون بأن الأممالمتحدة عنصر مساعد لحل النزاعات الدولية". وتابع "حان الوقت لأن تدرك موسكو وطهران أن لا مجال إطلاقاً للعودة إلى مرحلة ما قبل انطلاق الثورة"، مؤكدا أن بلاده على استعداد لاستخدام كل الوسائل لتأمين مصالحها بالمنطقة. وشجب أوباما حملة التشكيك الروسية في تقرير المفتشين الدوليين حول الهجوم، وقال إن مثل هذا التصرف يمكن أن يقوِّض مكانة المنظمة الدولية في المستقبل، وتابع "من الإهانة لمشروعية الأممالمتحدة أن يوحي أحد أن طرفاً غير النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية".