تتفرد بلدة الوزية التابعة لمحافظة الأحساء بموقعها المميز على امتداد الطريق السريع باتجاه مدن المنطقة الشرقية وبقية دول الخليج العربي، فهي محاذية تماماً له حتى إن سكون الشتاء ينقل أصوات السيارات إلى أسماع الأهالي داخل البيوت، وهي مع عراقة تكونها القديم لاتزال رهينة مستوصف متهالك وبدون مدارس ابتدائية وثانوية للبنات والبنين، إضافة إلى وجود مشاريع دواجن تحيط بها. "الوطن" زارت "الوزية" والتقت عددا من الأهالي الذين أوضحوا جملة من المطالب الخاصة ببلدتهم. وقال عمدة الوزية عبدالعزيز السليم: إن المشكلة الأساس التي يعاني منها الجميع هي عدم وجود "كبري" في تقاطع الوزية الذي يقع على الطريق السريع، فقاصدو البلدة وسكانها يضطرون إلى قطع مسافة تزيد على 8 كيلومترات باتجاه بلدة المطيرفي جنوباً ثم العودة إلى الطريق المؤدي للوزية، وبوجود "الكبري" تختصر هذه المسافة التي تسببت في حوادث كثيرة، وتوفر الوقت والجهد على الأهالي، إضافة إلى حماية الأرواح، فقد وقعت حوادث كثيرة من دهس وغيرها عند التقاطع قبل أن توضع الخرسانة المسلحة، ولكنها ليست حلاً حتى الآن، بل وجود الجسر هو الحل والمهم في ذات الوقت، إضافة إلى أن الأهالي يسلكون طريقاً زراعياً آخر باتجاه بلدة الشقيق وهو مرهق أيضاً وغير معبد، ولا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً، وذكر أنهم تقدموا بخطابات إلى الجهة المسؤولة في وزارة النقل والمواصلات في المحافظة ولم يتم شيء حتى الآن سوى الوعود. بينما أشار أحد الأهالي إلى أن البلدة بحاجة ماسة إلى مبنى مستوصف حكومي بدلاً من المستأجر، فعدد الأهالي في تنامٍ مطرد، وقبل فترة اعتمدت وزارة الصحة مشروع المستوصف المتوفرة أرضه على مساحة 3 آلاف متر، وتم الإعلان عنه في الصحف، ولكن تم تحويل المشروع إلى جهة أخرى والبلدة بحاجة ماسة إليه. وأوضح أن هناك مساحات فارغة تكفي لإنشاء حديقة خضراء تكون متنفساً للأطفال وأهليهم، وأكد أن طلابهم من المرحلتين المتوسطة والثانوية بنين وبنات يدرسون في بلدات أخرى فلا توجد مدارس لهم بعد تخرجهم من الابتدائية، وهناك مساحات كافية لبناء هذه المدارس. وأشار فيصل القحطاني إلى تضرر الأهالي من وجود مشروع دواجن لا يبعد من أقرب منزل سكني سوى 700 متر، وتنبعث منه الروائح الكريهة، في الوقت الذي يعاني منه أطفال من الحساسية في الجهاز التنفسي، وأدى عدم وجود الاشتراطات الصحية البيئية في المشروع إلى انتشار الحشرات والبعوض وطريقة التخلص من الدواجن النافقة، مبينا أن المشروع يقع بجوار استراحات خاصة يرتادها الأهالي من نساء وأطفال للترفيه، وكذلك مواطنو دول الخليج الذين تربطهم بالبلدة علاقات أسرية، لقضاء إجازة الصيف، الأمر الذي يسبب إزعاجاً للأهالي أو الزائرين. وألمح عيد الزعبي إلى أن بلدة الوزية تضم قصراً أثرياً يعود بناؤه إلى أكثر من 90 عاماً، وتشير المصادر التاريخية إلى أنه شُيِّدَ في العهد السعودي والقصد منه المراقبة والرصد من تحركات الغزاة القادمين من الشمال والشمال الغربي، وبالرغم من صغر حجمه إلا أنه يعتبر طرازاً فريداً من نوعه، وفي عام 1360 اتخذ القصر مقراً لعمل فيلم عن الملك عبدالعزيز عن طريق شركة أرامكو، متمنياً من هيئة السياحة والآثار الاهتمام بالقصر الذي لا يحظى بأي مشاريع تطويرية على الرغم من أن هناك فرصة لتحويله إلى متحف أثري يزوره الطلبة والسيّاح والوفود الزائرة لواحة الأحساء. من جهته أكد مدير فرع وزارة النقل والمواصلات بالأحساء عادل البقشي ل"الوطن" أن مطلب أهالي الوزية بعمل "كوبري" تم رفعه من قبل الإدارة في المنطقة الشرقية لأهميته، ولكن لم يحدد البقشي موعداً لبدء تنفيذ المشروع، بل أوكل الأمر حسب الجدول الزمني لبقية المشاريع واعتماد ميزانيات لها.