أعلنت وزارة الصحة أمس أن تجربتها الطويلة في مجال صحة وطب الحشود مكنتها من التعامل بسرعة وإيجابية مع الطوارئ والمستجدات والمتغيرات المفاجئة التي تواجهها، وتعاملت بكفاءة واقتدار في مواجهة التحديات الصحية التي يواجهها العالم مثل فيروس "كورونا"، وأنفلونزا الطيور وغيرهما، وأن المملكة من أكثر دول العالم إجراءً للاستقصاءات الوبائية الدقيقة جداً.. جاء ذلك خلال افتتاح وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود أمس، والذي تستضيفه المملكة بالرياض لمدة أربعة أيام. وبين الدكتور الربيعة أن هذا الجمع يؤكد الاهتمام بطب الحشود والتجمعات البشرية ودراسة ما يواجهه من مخاوف صحية وفي مقدمتها فيروس "كورونا" النمطي وغيره من الفيروسات والأمراض، بمعيار علمي محايد يحقق الهدف العملي الذي يصب في مصلحة الشعوب دون أي اعتبارات أخرى، مؤكداً التزام الوزارة بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الصحية العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية. وحول موقف الوزارة بشأن فيروس كورونا، أوضح أن "الصحة حريصة جدا على التعاون مع كل الجهات العلمية والعالمية والبحثية، وأن الوزارة من أكثر الدول في العالم التي تقوم بإجراء بحوث عن فيروس "كورونا" التاجي، وآخرها الدراسة التي نشرت أول من أمس في مجلة "لانست" وأكدت أن نمط الفيروس متغير حتى بين أفراد العائلة نفسها، مشيراً إلى أن تجمع الخبراء العالميين سيساعد في وضع آلية لمزيد من البحوث، وتمنى أن يتم التوصل للقاح يقي الجميع من هذا الفيروس. وفي سؤال حول الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الوزراة، قال وزير الصحة: إن الوزارة مرت بتجربة قريبة جدا وهي موسم العمرة، والذي تجمع فيه أكثر من خمسة ملايين معتمر أتموا مناسك العمرة في مكةالمكرمة، وتمكنت الوزارة من إنهاء هذا الموسم بنجاح متميز وعدم انتقال أي مرض وبائي أو محجري بين المعتمرين، وتابع: نحن الآن على مشارف الحج، حيث وصل عدد لا بأس به من الحجاج.. وبحسب المعلومات نحو 200 ألف حاج حتى الآن.. ولم يتم تسجيل أي حالات من الأمراض محجرية أو وبائية. وأضاف أن الوزارة قامت بإعداد دراسات كبيرة جدا مع الهيئات العلمية سواء داخل المملكة أو خارجها بوضع اشتراطات صحية وتوصيات وزعت على كافة دول العالم، وهي موجودة على موقع الوزارة الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر سيشهد مراجعة هذه التوصيات وتعديل بعضها في حال رأى الخبراء ذلك ومتابعة الوضع بشكل دقيق جدا، وتابع: تعتبر المملكة من أكثر الدول في العالم التي تقوم بإعداد استقصاء وبائي دقيق جدا، حرصا على سلامة مواطنيها ثم من يفد إليها وفي مقدمتهم الحجاج والمعتمرون. وبين أن وزارة الصحة دشنت البرنامج العلمي والتدريبي المخصص للدبلوم السعودي لصحة طب الحشود والكوارث ومدته سنة واحدة، تزامناً مع إنشاء المركز العلمي لطب الحشود المتعاون مع منظمة الصحة العالمية بوزارة الصحة بالمملكة، وأن من أبرز مهامه إثراء البحث العلمي وتدريب الكوادر الصحية وتقديم الاستشارات للدول الأخرى. من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش، في كلمته وجود عدد من المعوقات والمؤثرات الصحية المهمة التي اشتملت على وجود الأمراض المعدية، كالحمى المخية الشوكية والأنفلونزا والكوليرا والحميات النزفية المختلفة، التي يمكنها أن تنتشر بسرعة هائلة في مثل هذه المناسبات، مشيراً إلى وجود عدد من الأمراض المعدية الأخرى في هذا القرن مثل مرض السل وأمراض أخرى مستجدة لم يعرفها الإنسان من قبل مثل، مرض السارس خلال العامين 2003/2002 وعدوى الأنفلونزا "H1N1" في عام 2009، وكذلك فيروس الكورونا ميرز في 2012، في حين يجعل اختلاف الناس وقدومهم من مختلف دول العالم والتي تفوق 150 دولة خلال العام، مهمة التوعية الصحية والتواصل الصحيح بين الجميع مهمة صعبة. من جهته، أكد مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء علوان، أن التجمعات الحاشدة تلقي بتبعات ضخمة على الأمن الصحي، نظراً لازدياد إمكانية انتشار الأمراض المعدية خلال تلك التجمعات الحاشدة والازدحام الشديد، وزيادة حركة الناس وأهمها ما يحدث أثناء الحج والعمرة، فهما ينفردان بكونهما الأضخم بتجمع ما يزيد على 3 ملايين نسمة كل عام في المملكة. الوزراء يناقشون 5 محاور على الطاولة المستديرة ناقش وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ووزراء الصحة في كوريا واليمن والسودان والبحرين ومصر وتركيا وإندونيسيا ورؤساء منظمات الصحة ومراكز السيطرة على الأمراض في أوروبا وأميركا والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خمسة محاور رئيسية على الطاولة المستديرة للمؤتمر أمس. واتفق المجتمعون على أهمية دعم علم طب الحشود والاستفادة من خبرات المملكة في هذا الجانب، وأكدوا على أهمية أن يحظى هذا العلم الجديد ببرامج تدريبية تعود بالفائدة على المجتمع الدولي، وركز الخبراء في المحور الثاني على أهمية الاستقصاء الوبائي للحالات المصابة. والثالث ماهية المعلومات التي يمكن وضعها في المواقع الإلكترونية للمنظمات العلمية الدولية وكذلك على مواقع وزارات الصحة العالمية عن فيروس كورونا. أما المحور الرابع فكان أهمية التعاون في مجال البحوث والعينات بين الدول والمنظمات العلمية العالمية. وناقش المحور الخامس ضرورة أن يكون هناك توازن بين الإعلام والطرح العلمي الموثق البعيد عن الإثارة الإعلامية.