رغم الإرث الحضاري لبلدة "الطرف"، التي تمثل الواجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة الأحساء، وتبعد عن الخليج العربي مسافة 55 كلم، إلا أن ذلك لم يشفع لها بالنهوض إلى مصاف التطور الخدمي ليظل أهلها يواجهون الحياة بخدمات بلدية ناقصة، وبعض طرقها الرئيسة عشوائية التخطيط. "الوطن" كانت هناك أمس، وتجولت في البلدة التي اتسعت رقعتها لتلامس مساحات المدن، ووصفها أهلها بأنها أول بلدة تستقبل شروق الشمس، وأنها تكونت قبل عشرات السنين، وتضم معالم تاريخية وتراثية، غير أنهم عبروا عن استيائهم من تدني مستوى الخدمات ببلدتهم. وقال المواطنان علي الشريدة، ومنتصر المطر، إن بلدة الطرف من البلدات العريقة في الواحة، وأخذت في السنوات العشر الأخيرة في التوسع نحو الجنوب الشرقي، وهذا التوسع لم يقابل بتخطيط يرضي طموح الأهالي، فمعظم أحياء البلدة "الراشدية، العبادية، السعدون" ظلت تنتظر التطوير منذ سنوات، مشيرين إلى أنه بعد اكتمال خدمة الصرف الصحي استبشر أهل البلدة بالوعود التي قطعتها أمانة الأحساء على نفسها من السفلتة والأرصفة وغيرها إلا أن ذلك لم ينفذ منه شيء حتى اللحظة، إضافة إلى افتقار "الطرف" لحديقة تكون متنفسا للأهالي وعائلاتهم مع وجود أرض حكومية يمكن إنشاؤها عليها. وشكا صالح البديوي من صعوبة مراجعة بلدية الجفر وغياب الموظفين هناك، وأغلب مراجعاتهم تقابل ب"المسؤول في اجتماع أو إجازة"، مشيرا إلى معاناة الأهالي من نقص المياه حتى بعد تمديد الشبكة الجديدة التي تلازمها العيوب ورداءة التنفيذ، ويعتمد السكان في تأمين مياههم على الصهاريج، وأحيانا تكون سوق سوداء على أسعارها، خاصة أيام الصيف، مشيرا إلى انطفاء الإنارة في بعض الأحياء وبقائها لأيام وليالي بسبب عدم صيانتها من قبل البلدية. وذكر محمد العقيلي، خلال مرافقته جولة "الوطن"، أن ثمة أخطاء صاحبت تنظيم الشوارع وتخطيطها من قبل الأمانة، ففي المدخل الجنوبي للبلد أنشأت الأمانة طريقا سريعا ذا 10 مسارات خروجا ودخولا، مما تسبب في حوادث كثيرة جراء السرعة فيها، فمسافته التي لا تتعدى الكيلو الواحد لا تستدعي كل هذه المساحة في مساراته التي أصبحت ساحة تفحيط للشباب تحديدا، ثم إن نقطة دخوله للبلدة لم تنفذ بشكل آمن تحفظ معه سلامة السائقين، بل بشكل عشوائي ومفترق طرق تكثر فيه الحوادث، مضيفا أن سوء التخطيط وضع عمود تيار ضغط عال للكهرباء وسط منزل أحد المواطنين الذي طالب بالتعويض وإلى الآن لم تنته المعاملة. وأشار العقيلي إلى خطورة ما يُسمى ب"طريق الموت" الذي يصل البلدة بطريق الخليج- قطر السريع، وكان قد فقد ابنه قبل سنة على هذا الطريق المفرد إثر حادث مروري، واستعاد خلال حديثه مع"الوطن" ألم تلك الفاجعة، وقال إن ابنه لم يكن الضحية الوحيدة على هذا الطريق الذي لا توجد وسائل سلامة عليه تحمي الأرواح والسائقين، ويفتقرلأدنى مقومات السلامة المرورية على امتداد طوله الذي يتجاوز الخمسة كيلو مترات، إضافة إلى وجود أحواش إبل على جانبيه تهدد مرتاديه ليلا ونهارا، لأنه يحتوي على مرتفعات ومنخفضات لا تتيح للسائق كشف الرؤية بالكامل وعلى مسافات طويلة. فيما أوضح خليفة اللغوي، أن مدخل الطرف الشمالي الرئيس يحتوي على دوارين يمكن أن يستغنى عن أحدهما لتنظيم عملية السير بسهولة، مشيرا إلى ضرورة وجود دوار عند صالة أماسي التابعة للجمعية الخيرية التي اتخذها الشباب مركزا للتفحيط، وأكد أن مدرسة الطرف الابتدائية بوسط البلدة مضى على توقف الدراسة فيها 5 سنوات وهي مهجورة الآن، مبينا أن خطورتها تكمن في تجمع الحشرات والزواحف والنفايات فيها. من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي المسؤول عن الدائرة السادسة - التي تتبع لها بلدة الطرف - أن مطالب الأهالي تم استلامها خلال الزيارة الأولى للمجلس العام الماضي، ورفعت للأمانة والمجلس معا وتم تحقيق بعضها، ومنها وضع المجسمات في الدوارات فقط.