يقع الزائر لبلدة المقدام التابعة لمحافظة الأحساء - 70 كلم شرق شاطئ العقير- في حيرة شديدة ما بين أخذه شهيقا عميقا ليستمتع بنسيم البحر، والاستعانة بكلتا يديه ليتجنب الروائح التي ينشرها "مكب النفايات" الواقع شرق البلدة والذي تطعم فيه العمالة النيران كل ما تحويه أكياسهم السوداء. "الوطن" زارت البلدة وتجولت فيها برفقة عمدتها، عبدالعزيز المرشد، وبعض من الأهالي الحريصين على بلدتهم، في جولة لرصد مطالب وشكاوى المقدام عن كثب. وبين المرشد، أن المكب ليس مشكلة المقدام الوحيدة، بل تتبعه عدة مطالبات كنا تقدمنا بها منذ سنوات إلى البلدية قبل أن تصبح أمانة وقبل وجود المجلس البلدي، فشوارعنا مضت على سفلتتها أكثر من 25 عاما ولم تنعم بمشروع إعادة، ناهيك عن رداءة التنفيذ والتساهل مع المقاولين على حساب مصلحة المواطن الذي يتمنى أن يرى بلدته بشكل أفضل. وأشار العمدة إلى قدم أعمدة الإنارة وفوانيسها المهترئة، فأشكالها تدل على عمرها القديم جدا وجزء منها آيل للسقوط، وكذلك الحال مع الأعمدة الزرقاء لتهوية غرف الصرف الصحي التي تسقط بين الحين والآخر على جدران المنازل، ولم ينس العمدة المطالبة بنقل مكب النفايات الذي ترمى فيه مخلفات أكثر من بلدة، مطالبا بتوزيع براميل وحاويات على الشوارع بدلا من تكدس القمامة أمام البيوت. وكشف العمدة عن الخسائر المادية التي تكبدها مستأجرو مبنى السوق التابع للبلدية التي أقرت قبل سنة ميزانية لتجديده وإعادة ترتيبه وأخرجت أصحاب المحلات منه، وإلى الآن لم يتم عمل أي شيء فيه سوى أنه مغلق، رغم الخدمات التي استفادها الأهالي والمارون عليه، موضحا أن هناك مصيدة خطيرة تتربص بالأطفال والناس جميعا وهي حفرة الصرف الصحي خلف مدرسة المقدام الابتدائية التي تم حفرها مكشوفة دون وسائل السلامة، وهي معبأة بالمياه العكرة التي لا توضح عمقها. وأشار المواطنان فرحان الراشد وفهد الصالح، إلى وجود قطعة أرض خصصت لإقامة حديقة عليها، مرت السنوات ولم تزهر فيها وردة واحدة، أو نرى ورقة خضراء، عوضا عن الأرض الجرداء، وكل ما فعلته بلدية العمران هو تأمين خزان مياه فيها بقي على حاله، وأكدا أن المقدام منسية من قبل الأمانة رغم زيارة أعضاء المجلس البلدي لها. وأشارا إلى ضرورة توسعة المقبرة من الجهة الشمالية وإعادة تسويرها وفتح باب آخر من الغرب وتعيين مغسل للرجال ومغسلة للنساء من قبل الجهات ذات العلاقة، والإسراع في التسوير واستبداله، فقد مضى عليه أكثر من 30 عاما وبدا متمايلا مع شدة زحف الرمال عليه القادمة من الشمال الشرقي. بينما طالب المواطن طلال الصويلح، بترصيف مواقف مصلى العيد من الجهة الغربية، فهي ذات مساحة كبيرة، وحولها بعض الشباب إلى ساحة لممارسة التفحيط، وهذا لا يليق أصلا بمكانة المصلى، ورأى الصويلح أن التقاطع الرئيس في مدخل البلدة من الجهة الغربية الجنوبية والمؤدي إلى مسجد جواثى الأثري، بحاجة إلى عمل دوار منظم يقلل من نسبة الحوادث والفوضى المرورية بداخله، فقد تسبب في وضعه الحالي في وقوع الكثير من الحوادث، مشيرا إلى وجود شاحنات تبيع الأسمنت بصورة عشوائية عند مدخل المقدام ومشوهة المنظر العام، وصارت الشاحنات تدل على البلدة بدلا من اللوحة التعريفية المفترض وجودها من قبل الأمانة، وأكد ضرورة سفلتة ورصف مدخل مدرسة المقدام الابتدائية للبنات من الجهة الشمالية، وعمل دورة مياه عامة في البلدة أسوة بباقي المدن والبلدات. من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي في الدائرة السادسة عبدالرحمن السبيعي ل"الوطن"، أنه رفع كل مطالب أهالي بلدة المقدام بعد الجولة الأولى للجنة الخدمات، وعرضها على المجلس أسوة بمطالب جميع القرى للدائرة السادسة، وقال: إن المجلس ناقش أثناء اجتماعه الثلاثاء الماضي مع أمين أمانة الأحساء المهندس عادل الملحم، جميع الهموم والقرارات التي لم تنفذ، ومتابعة الطلبات الخاصة بالمواطنين التي لم تنفذ، كما وعد الأمين بزيادة ميزانية الفروع في العام المقبل لتفي كل بلدية بالتزاماتها أمام المجلس البلدي والمواطنين.