كشف المتحدث باسم "الجيش السوري الحر" فهد المصري، أن الرئيس السوري بشار الأسد "قام بنقل شحنتين من الأسلحة الكيماوية قبل 3 أشهر إلى "حزب الله" في لبنان، تم تخزينها في 4 مواقع، هي جبل صنين، وعيون أرغش، وجرد اليمونة، وبالقرب بلدة مشمش بين جرد الهرمل وجرد عكار"، وأضاف: "لدينا تسجيلات مصوّرة ووثائق دامغة تثبت صحة هذا الكلام". ودعا المجتمع الدولي للتحقق من صدق هذه المعلومات. إلى ذلك زاد تقرير المفتشين الدوليين عن الهجوم الكيماوي، الذي شهده ريف دمشق أواخر الشهر الماضي- من الضغوط على النظام السوري. حيث وجهت له الأممالمتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أصابع الاتهام بصورة مباشرة، وحملته مسؤولية الهجوم الذي راح ضحيته أكثر من 1400 شخص. وفور صدور التقرير سارع البيت الأبيض الأميركي إلى القول: إن نتائج التقرير تدعم الحجج الأميركية بشأن مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم. وقالت مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي سوزان رايس، في بيان: إن الأدلة الفنية في التقرير، بما في ذلك، أن غاز السارين المستخدم كان عالي الجودة، وأن صاروخاً بعينه استخدم في الهجوم، تشكل أهمية كبيرة. وأضافت: أن الاستنتاجات "تعزز تقييمنا بأن تلك الهجمات نفذها النظام السوري، لأنه فقط الذي يمتلك القدرة على تنفيذ هجوم بهذا الشكل". وبدوره وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام الأسلحة الكيماوية الذي أكده تقرير خبراء، بأنه "جريمة حرب لا بد أن يلقى مرتكبوها حسابهم". وطالب في حديثه أمام مجلس الأمن الدولي بالنظر في فرض عقوبات، إذا لم تحترم دمشق خطة تفكيك ترسانتها الكيماوية. وقال "أطلب بإلحاح من المجلس إصدار قرار واضح يلزم الجميع بتنفيذ المبادرة الأميركية - الروسية. وإذا لم تحترم دمشق التزاماتها، فعلى المجلس أن يطبِّق إجراءاته ضمن الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. ولن يكون لأي اتفاق فائدة أو قيمة إذا لم يتم فرض عواقب على النظام السوري في حال عدم احترامه الاتفاق". وأضاف "نتائج التحقيق دامغة ولا يمكن إنكارها، وهي تتحدث عن نفسها. لقد أكدت اللجنة الدولية بما لا يدع مجالاً للشك وبشكل موضوعي أن أسلحة كيماوية استخدمت في سورية". من جانبه شدَّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على أن التقرير الدولي يمثل شهادة إدانة ضد نظام دمشق، مشيراً إلى أن مسؤوليته عن الهجوم باتت أوضح من أي وقت مضى، وقال: "التقرير لا يدع مجالاً لأي شك حول مصدره، ويعزز موقف من قالوا إن النظام السوري مذنب". وأضاف "عندما ننظر بدقة إلى المعطيات، ونلاحظ كميات الغازات السامة التي استخدمت، والطريقة المعقدة التي أعدت بها، وطبيعة ومسار المقذوف، فإن كل ذلك يشير بأصابع الاتهام نحو دمشق، لأنه لا يمكن لأي جماعة من جماعات المعارضة، أن تمتلك مثل هذه التقنية، وتستخدم صواريخ أرض – أرض، وتعد السلاح الفتاك بتلك الدقة". من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "إن بلاده مصممة على أهمية أن يلقى النظام السوري عقابه على استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه، وأضاف في مؤتمر صحفي أمس "نحن مصممون على استخدام ثقلنا في مجلس الأمن للتوصل لقرار بشأن السلاح الكيماوي، وسندعم الثوار بالأسلحة لإيماننا أنه لا يمكن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية دون معارضة قوية". وتابع: "الأسد فقد شرعيته ولن يستمر في الحكم، واتفاق جنيف بين واشنطن وموسكو ليس طوق نجاة له، ولن نقبل بغير الالتزام الكامل بالاتفاق".