أن تكون جامعياً هو شيء جيد، ولكن هذا ليس معناه أنك تصلح للعمل، هذا يحدث في الدول المتقدمة التي لا تعول على الشهادة الجامعية بقدر ما تعول على خبرة الأشخاص ومقدرتهم على الإنجاز. أما في عالمنا العربي، فأنت بخير ما دمت تحمل شهادة جامعية، حتى لو كانت مزورة، فقد تنفتح أمامك أبواب العمل والوجاهة والثراء بمجرد أن تلوح بورقة ثمنها أقل من ثمن جوال، لهذا السبب أثارت قضية القبض على شبكة متخصصة في تزوير الشهادات الجامعية في مدينة حماة السورية ضجة كبيرة وصلت أصداؤها إلى جميع مواقع الإنترنت تقريباً، ومنها موقع الاستشارات والدراسات القانونية http://www.barasy.com/forum/showthread.php?t=9251 يقول التحقيق الذي نشره الموقع إن سوريين ولبنانيا باعوا مئات الشهادات الجامعية لسوريين وعرب في المملكة العربية السعودية، لاستخدامها بقصد الحصول على التراخيص اللازمة لإقامة استثمارات ومشاريع خاصة، أو استخدامها في استقدام زوجاتهم، لكونه من شروط استقدام الزوجة أن يكون العامل في السعودية يحمل إجازة جامعية، قيمة الشهادة بسعر الجملة، تتراوح بين 1500 ريال إلى 2000 ريال، وفي جميع التخصصات من الأدب وحتى الهندسة، فمثلاً حصل المدعو " ز. ز" ويعمل مدير معهد في دولة الإمارات على 40 شهادة لبيعها هناك، أما المحترم " ح. ص" الذي يعمل في الرياض فقد اشترى 15 شهادة جامعية باختصاصات مختلفة وباعها جميعها في العاصمة السعودية، إضافة إلى 15 أخرى بأسماء معينة أرسلها بنفسه لشبكة التزوير. ويضيف التقرير أن هناك 150 شهادة أخرى بيعت إلى مواطنين من السعودية والإمارات والأردن. الفضيحة لن تنتهي هناك، لأن المجرمين يقيمون هنا، وربما يجلسون الآن خلف مكاتب فخمة، يضعون رجلا على رجل ويضعون" البايب" بين شفاههم ويطلبون فنجان قهوتهم بعجرفة من "الفراش" الذي قد يكون أكثر منهم علماً.