سجلت المقاصف المدرسية رقماً مهماً في سوق "الصرافة" بمكةالمكرمة، بعد أن لجأ إليها الصرافون للحصول على الفئات الصغيرة من العملة السعودية "الريال"، نظراً لصعوبة تحصيلها عبر الطرق النظامية، حيث كشف الصرافون ل"الوطن"، عن معاناتهم مع تعذر صرف الفئات الصغيرة من قبل مؤسسة النقد، التي وجهتهم بدورها إلى المصارف المحلية التي تحتاج إلى 3 أيام بحد أدنى لتوفيرها. ولم يجد ملاك محلات الصرافة في مكةالمكرمة لمواجهة الطلب المتزايد على العملات، بداً من التوجه إلى "المقاصف المدرسية"، إضافة إلى شركات الألبان والمرطبات، إذ إن عملهم اليومي يحتم عليهم توفير الفئات الصغيرة من العملة، لا سيما وأن السوق مقبل على موسم الحج. وفي ظل ما يشهده السوق من نقص في توفير الفئات الصغيرة من الريال، طالب مالك أحد مؤسسات الصرافة في العاصمة المقدسة مصلح الجميعي، مؤسسة النقد بضرورة توفير الفئات الصغيرة، قبل موسم الحج، مشيرا إلى أن مؤسسات الصرافة عموما تواجه المشكلة ذاتها. المطالب ذاتها وجهها أحد الصرافين في السوق بكر باودود إلى مؤسسة النقد، منادياً بضرورة النظر في هذا الملف من قبل المؤسسة، مضيفاً: "نحن نعاني من عدم توفر الفئات الصغيرة من العملة المحلية، ومؤسسة النقد لا توفر احتياجات السوق، ونلجأ للبنوك في كثير من الأوقات، إلا أن البنوك تتأخر في توفير هذه العملات بشكل يومي وهو ما تحتاجه طبيعة عمل السوق اليومية"، مستدركاً بأنه في حال توفرت العملات الصغيرة لدى بعض المصارف لا تتأخر في إعطاء الصرافين ما يحتاجون له من العملات. وأكد الجميعي أن مبيعات الصرافة لموسم حج هذا العام ستواجه انخفاضا يقارب ال40%، مرجعا ذلك إلى انخفاض نسبة "الكوتة" إلى 20%، ونظام الكوتة هو نظام صادر عن منظمة العالم الإسلامي باتفاق الدول الإسلامية، وينص على أن حصة كل دولة إسلامية من الحجيج تمثل ألف حاج من كل مليون مواطن، لافتا إلى أن هذا العام سيكون من كل مليون مواطن 800 حاج. وأضاف الجميعي أن مبيعات سوق الصرافة في رمضان لم تتجاوز 50%، مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي، متوقعاً انخفاض السوق بشكل كبير من 40% إلى 50% هذا العام. وأشار الجميعي إلى أنه وبعد صدور الأمر السامي بضبط النشاط، تم افتتاح قرابة ال20 محلا للصرافة في المنطقة المركزية بمكةالمكرمة، مؤكدا أن ذلك ساعد في القضاء على السوق السوداء التي كانت تشكل عائقا لسوق الصرافة في العاصمة المقدسة قبل صدور الأمر السامي. وفي موضوع ذي صلة، أشار الجميعي إلى وجود عصابات تترصد الحجاج، في موقف يتكرر كل عام أمام محلات الصرافة والبنوك في العاصمة المقدسة، معتبراً أن من يقوم بسرقة الحجيج عصابات أجنبية تعمل بطرق احترافية، إذ يقومون بمراقبة مرتادي السوق والتعرض لهم بطرق مختلفة لسرقة ما نصرفه لهم من أموال.