عند النظر في مدى مطابقة شوارعنا للمواصفات والمقاييس نجد عدة ملاحظات واضحة وبينة، وقد كثر تذمر الناس منها مع اختلاف المناطق، ولكن في المجمل كلامهم واقعي ولم يأت من فراغ. وأولى تلك الملاحظات هي الحفريات التي لم يسلم منها حي أو شارع إلا وأخذ منها أوفر الحظ والنصيب. فمرة بداية السفلتة ثم تزال وتأتي تمديدات الهاتف الثابت، ثم الكهرباء والمياه والقائمة تتنوع والسفلتة بين ذهاب وإياب بين هذه المشاريع المتناقضة في التوقيت. والمستفيد من جميع ما ذكر هو مقاول الإنشاءات للطرق في هذه المشاريع المتعاكسة. والملام في هذا، أمانات المناطق. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن أين التنسيق بين هذه المشاريع؟! فالمفترض أن هذه المشاريع يتم الترتيب بينها وتسلم شوارعنا من الحفريات التي تجاوزت الرقم القياسي، وتتم السفلتة مرة واحدة فقط، لا مراراً وتكراراً بشكل جزئي يشوه معالم الطريق واستوائه بشكل واضح للعيان. ومن جهة أخرى نجد أمرا ملاحظا بقوة في كافة الطرقات وهو كثرة العيون الضوئية العاكسة التي تعدت الحد المعقول وقربها من بعضها البعض في المسافة مع ضعف في جودة التصنيع، مما يؤثر على إطارات السيارات. كذلك أيضاً توجد في الطرقات الفرعية وغيرها مطبات تتفاجأ بها، بلا إرشادات أو لون على المطب يبينه، فلا تميزه إلا وأنت واقع به، وللأسف أكثر من يقع به هم المسافرون. وفي الختام المسؤول عن هذه المشاريع بالدرجة الأولى هو أمانات المناطق التي يتوجب عليها إنشاء مكتب تنسيق هندسي لتفادي هذه الإشكالات التي عمت أحياءنا وشوارعنا، بدلاً من ترك الوضع يتفاقم ويعم بدون تغيير، نأمل أن نرى طرقنا بالشكل المناسب والصحيح.