كشفت مصادر أميركية عن التقاط أوامر أصدرها رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لمقاتلين بالعراق، بمهاجمة المصالح الأميركية في بغداد في حال شنت واشنطن هجوما على النظام السوري، مشيرة إلى أن السفارتين في بغداد وبيروت تعدان هدفين محتملين. ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته الأسبوعية أمس الكونجرس إلى "عدم التغاضي" عن استخدام أسلحة كيمياوية في سورية، ودعم الضربة. بدوره، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أمس أن على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري، في حين تجاوز الاتحاد الأوروبي خلافاته بالاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي "قوي" على استخدام الكيماوي، دون الإشارة إلى ضربات عسكرية. من جهة أخرى، واصل النظام السوري تحصين مواقعه ب"دروع بشرية"، لا سيما في جبل قاسيون، الذي حوله النظام إلى منصة إطلاق صواريخ "سكود"، على بعض الأماكن التي يتحصن فيها الجيش الحر. كشفت مصادر أميركية أن الولاياتالمتحدة التقطت أمرا أصدره مسؤول إيراني لمقاتلين بالعراق، بمهاجمة المصالح الأميركية في بغداد إذا شنت واشنطن هجوماً عسكرياً في سورية. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين إن السفارتين في بغداد وبيروت هدفان محتملان، وأن الأمر صدر من رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني. وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين عسكريين إن البنتاجون يضع باعتباره أن تقوم إيران عبر أسطولها المكون من قوارب صغيرة وسريعة بالخليج بمهاجمة السفن الحربية الأميركية، وأشاروا إلى أن الرد على أي عمل مثل ذلك "سيكون رهيباً ومدمراً". وفي العراق وصل وزير الدفاع سعدون الدليمي إلى قضاء القائم، غربي محافظة الأنبار أمس للاطلاع على القطاعات العسكرية المرابطة على الحدود مع سورية، ضمن الإجراءات الاحترازية في حال وقوع عمليات عسكرية بسورية ووصول تأثيرها إلى الحدود العراقية. ويأتي وصول الدليمي بعد ساعات من تفجير أنبوب للنفط داخل الأراضي السورية، تسبب بنفوق الآلاف من الأسماك في نهر الفرات بسبب انتشار بقع النفط، وأدى إلى إعلان جميع المستشفيات والمراكز الصحية لحالة استنفار لاستقبال حالات تسمم متوقعة. وفي سياق منفصل كشف المركز السوري الوطني للتوثيق عن تزايد حالات الانشقاق وسط جنود النظام السوري خلال الشهر الماضي، حيث بلغ عدد المنشقين 533 شخصا، بينهم دبلوماسيون وضباط ورياضيون. وأضاف أن الانشقاقات حدثت بعدة مطارات عسكرية، منها مطار دير الزور، ومطار الطبقة، ومطار خلخلة في السويداء. وقال إن وتيرة الانشقاقات تسارعت عقب الإعلان عن ضربة مرتقبة ضد النظام، حيث انشق 116 شخصا إضافيا خلال الأيام الخمسة الأولى من الشهر الحالي. في المقابل، تخلى نظام الأسد عن لهجة التحدي التي ظل يخاطب بها المجتمع الدولي، خلال الفترة الماضية، ووصلت حد تهديد المصالح الأميركية بالمنطقة. وكشف رئيس مجلس النواب الأميركي جون بونر عن رسالة سرية تلقاها من رئيس البرلمان السوري محمد جهاد اللحام، دعا فيها الكونجرس لعدم منح تفويض للرئيس أوباما، بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية. وقال في رسالته "أخاطبكم من موقع الزمالة البرلمانية وتمثيل الشعوب، والأهم من ذلك أننا نكتب لكم بصفتنا آباء وأمهات وأفراداً في عائلات ومجتمعات لا تختلف كثيراً عنكم. نكتب لكم بصفتنا بشراً ونسألكم: إذا ما قصفتمونا ألن ننزف؟ ألن يتضرر الكثير من الأبرياء؟". ومضى اللحام في توسله قائلاً "نناشدكم أن تتواصلوا معنا من خلال حوار متحضر، لا أن يكون حوارنا بالدم والنار". وبدورها أفادت الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي بأن استجداء النظام السوري يهدف للسماح له بمواصلة اعتداءاته على المدنيين. وأضافت "كل ما ذكره اللحام عبارة عن كلمات ميتة لا ينبغي أن تجد تجاوباً من أحد، وأسأله بدوري؛ إذا كنت حريصاً على الأبرياء فلماذا قصفتموهم بالأسلحة الفتاكة؟ ألم يكونوا أبرياء؟ ألم تؤد تلك الجريمة البشعة لموت 500 طفل من بين 1430 مدنياً؟"