هددت جماعة شيعية مسلحة أطلقت على نفسها اسم «النجباء» أمس بضرب المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة إذا نفذت الولاياتالمتحدة ضربة لنظام الأسد. وأوضحت مصادر عراقية مطلعة ل «الشرق» أن مثل هذه التنظيمات عبارة عن تشكيلات هلامية، ربما ليس لها مثل هذه التسميات إلا في وسائل الإعلام، لكن الواقع يؤكد أن كثيراً من الجماعات المسلحة مرتبطة بفيلق القدس الإيراني، وأي تهديدات تصدر عنه يمكن أن تطبق من قبل هذه التنظيمات، بعد وضوح وجودها وأبرزها جماعة عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراقي، وما عرف بجيش المختار، وكل من هذه التشكيلات المسلحة لها علاقات واسعة مع فيلق القدس الإيراني المسؤول عن العمليات في الخارج، ولها قوة على الأرض ربما لا توازي قوة حزب الله اللبناني، إلا أن وجودها لا يستهان به في العراق. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد طالب الإدارة الأمريكية بعدم مهاجمة سوريا وتجنب الحل العسكري، وحسب المصادر فإن دعوة المالكي جاءت عبر رسالة جوابية مفصلة بعثها لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن رداً على رسالة وردته من بايدن في وقت سابق حول الأزمة السورية واستعدادات واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية في أعقاب اتهامهما لدمشق باستخدام الغاز الكيمياوي في منطقة الغوطة. وكشفت هذه المصادر عن ترتيبات أمنية تجري بوتائر متسارعة بين واشنطن وبغداد لتفادي تداعيات الضربة العسكرية المترقبة لسوريا، مؤكدة أن رسالة رئيس الحكومة نوري المالكي إلى نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، التي طالب فيها المالكي عدم توجيه الضربة، قوبلت بفتور من الطرف الأمريكي، مع موافقات سريعة لضبط الحدود العراقية – السورية وتقديم تجهيزات مراقبة إلكترونية متطورة للقوات الأمنية، سبق أن استخدمتها القوات الأمريكية خلال وجودها في العراق مع فريق استشاري. وأكدت المصادر ل «الشرق» أن أول بوادر استخدام هذه التجهيزات كان في إطلاق ثلاثة بالونات تحمل كاميرات بعدية المدة، ولها قدرة على الرصد الليلي، لمراقبة مداخل العاصمة بغداد، كما استخدمت منصات محملة على سيارات مدرعة بارتفاع 15 متراً، تحمل معدات مراقبة لتوزع في مفارق الطرق داخل العاصمة، فيما تقوم مفارز من وحدات الكوماندوز الأمريكي بتدريب قوات الحدود على استخدام معدات متطورة محملة على مدرعات برادلي، لحماية الحدود العراقية – السورية. وتعتقد هذه المصادر، أن «حزمة« التطمينات الأمريكية لحكومة المالكي نقلها سفيرها في بغداد، خلال لقاءات أجراها مع عدد من قيادات أحزاب التحالف الوطني.