من خلال لقاءاته بقادة دول العالم الذين يمثلون (القيادة العليا للبشرية) في قمة مجموعة العشرين، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن قرار توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري قرار لا رجعة فيه، بل إنه ومن موسكو أُعلن بأن خارطة الأهداف العسكرية المستهدفة قد توسعت، ولم يعد الأمر قاصراً على الخمسين موقعاً التي حُددت في السنيناريوهات العسكرية الأمريكية التي جرى الحديث عنها في الأيام السابقة. وأوضح أوباما أن مستودعات الأسلحة الكيماوية لن تكون من بين تلك الأهداف حتى لا يتم تلويث الأجواء ونشر سموم الأسلحة الكيماوية في سماوات سورية والمنطقة. قرار القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري قد اتخذ فعلاً، والأمر العسكري الأولي قد جرى البدء في تنفيذه من خلال نشر الوحدات العسكرية البحرية، فالبحر الأبيض المتوسط يزدحم بالبوارج والمدمرات البحرية الأمريكية منها والروسية على حد سواء، كما أعلن أن الطيران الحربي سيكون له دور في المعركة من خلال مشاركة الطيران الفرنسي إلى جانب الطيران الأمريكي، واحتمالية مشاركة الطيران التركي والدنماركي. إذن سيكون اجتماع الكونغرس الأمريكي في التاسع من سبتمبر للتصويت على قرار لتفويض الرئيس أوباما سيكون تحصيل حاصر، خصوصاً بعد تصويت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس على تأييد العمل العسكري الأمريكي، وبنتيجة 10 مقابل 7. وعلى ضوء هذا التوجه أيقنت الكثير من الدول بأن العمل العسكري ضد نظام بشار الأسد لا محالة منه. وهذه الدول منها من يؤيد هذا العمل العسكري للتخلص من نظام يستهدف شعبه، ومنها دول تقف مع هذا النظام خدمة لمصالحها ولأجنداتها وبالذات الأقليمية المرتكزة على تحقيق اختراقات طائفية وإعادة أمجاد عنصرية. وفي مقدمة هذه الدول إيران التي تستعد بطريقتها الخاصة، إذ اعترضت المخابرات الأمريكية اتصالات هاتفية من قبل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإرهابي إلى خلاياه الأرهابية والمليشيات الطائفية في العراق والخليج العربي بالاستعداد لتنفيذ أعمال إرهابية ضد المصالح الأمريكية في العراق بخاصة ودول المنطقة بعامة، وأن السفارة الأمريكية في بغداد إحدى الأهداف المقصودة، إضافة إلى أهداف أخرى في لبنان ودول الخليج العربية. هذه المعلومة، إضافة إلى ما تجمع لدى المخابرات الأمريكية والغربية والخليجية من أن الخلايا الإرهابية المرتبطة بالنظام الإيراني وحليفه السوري لن تقف مكتوفة الأيدي، إذا ما نُفذت الضربة العسكرية وأدت إلى انهيار النظام الطائفي في سورية. ولهذا فإن الواجب هنا في دول الخليج العربية أن نكون يقظين تماماً، ولا مجال للتراخي والتثاؤب. فهؤلاء الإرهابيون يتحينون الفرصة للانتقام من دول الخليج العربية التي وقفت إلى جانب الحق ودعم الشعب السوري. [email protected]