دخلت وزارة الزراعة في المملكة أخيراً على خط المواجهة في مكافحة فيروس "كورونا" بالاشتراك مع وزارة الصحة، بعدما كشفت إحدى الدراسات المحلية أن طائر الخفاش هو الحامل الرئيسي للفيروس. وأكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم في تصريح ل"الوطن" أمس، أن هناك تعاونا مشتركا بين وزارته ووزارة الصحة لتحديد الناقل والخازن الرئيس لفيروس "كورونا"، والذي عادة ما يكون أحد الحيوانات أو الطيور، كما أشارت دراسة إلى احتمالية أن يكون "الحامل" هو طائر الخفاش، ولم يشر الوزير إلى أية احتمالات في ذلك الاتجاه قائلاً يفضل ترك التشخيص لوزارة الصحة. ومن ناحية أخرى أكد مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله بن علي الطائفي، أن فريقأ صحياً متخصصا من الطب الوقائي يتعامل بكل جدية مع حالات فيروس "كورونا"، وفي إطار محاولات القضاء على الوباء تم استدعاء مواطن لمستشفى خيبر العام لأخذ عينات مخبرية منه للتأكد من حالته الصحية، حيث كان مرافقاً لأحد أقاربه في مستشفى الملك فهد بالمدينة، الذي شهد مؤخرا إعلان وفاة مريض بسبب الفيروس، في حين تناقل عدد من المواطنين في خيبر الخبر على أنه حالة إصابة مؤكدة. وعلمت "الوطن" أن الإجراء يعتبر احترازياً والعمل يسير في المستشفى بصورة طبيعية. وحول صحة ثبوت الإصابة من عدمه أكد الطائفي أن الإعلان عن إصابات كورونا تتم عن طريق وزارة الصحة، وأن هناك فريقا من الطب الوقائي يتعامل مع حالات الاشتباه بكل جدية في مختلف محافظات المدينةالمنورة خاصة في حالات المخالطين للمصابين، حيث يتم فحص جميع أفراد الأسرة، وذلك للمحافظة على سلامة المجتمع من خلال الإجراءات الوقائية. وجددت أمس وزارة الصحة نصحها بتوخي الحذر تجاه انتقال العدوى، مؤكدة أن الإجراءات الوقائية الطبيعية والمعتادة لتلافي الإصابة بالأنفلونزا العادية والالتهاب الرئوي كافية لتلافي الإصابة بفيروس "كورونا"، الذي ما زالت لا تتوفر معلومات دقيقة عنه، وبالتالي لم يطور لقاح واقٍ أو دواء خاص حتى الآن. وأكدت مصادر طبية ل"الوطن" أنه يتم حالياً إعطاء المريض علاجاً داعماً للتعامل مع المضاعفات وتخفيف أثرها، إلى أن يتعدى مرحلة الخطر. وأشارت الوزارة إلى أنها رصدت حتى الآن 84 حالة إصابة بفيروس كورونا على مستوى المملكة منذ شوال 1433 توفى منهم 42 حالة، أما حالات الشفاء أو الخروج من المستشفى فقد بلغت 20 حالة. وأوضحت مصادر أن وزارة الصحة قامت مؤخراً بإجراء تحاليل مخبرية على 149 عينة مشتبهة وأثبتت النتائج أنها سلبية، لافتة إلى أن اللجان العلمية الوطنية المعنية تواصل عقد اجتماعاتها بالوزارة لمتابعة مستجدات الوضع حيال هذا الفيروس. وذكرت المصادر أنه بناء على المعلومات المحدودة والمتوافرة حتى الآن فإنه لا توجد براهين تحدد طريقة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع جديدة لفيروس (كورونا)، وتسعى الوزارة مع شركائها في المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية إلى معرفة المزيد حول طرق انتقاله بما في ذلك انتقاله عن طريق الحيوانات. وأضافت أن طرق انتقال العدوى من أنواع (كورونا) الأخرى والأنفلونزا بشكل عام منها الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطس، والانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، بالإضافة إلى المخالطة المباشرة للمصابين. ونصحت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين بالتقيد بالإرشادات الصحية للحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية المعدية بشكل عام والالتزام بالمداومة على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسل اليدين خصوصا بعد السعال أو العطاس واستخدام دورات المياه، وقبل التعامل مع الأطعمة وإعدادها، وعند التعامل مع المصابين أو الأغراض الشخصية الخاصة بهم.