في الوقت الذي تذمرت فيه طالبات جامعة تبوك "المغتربات" من عدم توفر سكن جامعي لهن، وانعدام وسائل نقل توفر لهن الراحة خلال انتقالهن إلى أماكن دراستهن، أكد المتحدث الرسمي لجامعة تبوك الدكتور محمد الثبيتي أن الجامعة حريصة على توفير البيئة المحفزة للطالبات، من خلال حل مشكلة "السكن الجامعي"، لافتا إلى أن مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز العنزي، وجّه في وقت سابق بصرف مكافأة مقطوعة للطالبات اللاتي يأتين من محافظات أو قرى تبعد عن المركز الرئيس للجامعة مسافة لا تقل عن 80 كلم، رغم أن لوائح التعليم العالي لا يوجد فيها "بدل نقل". وأضاف الدكتور الثبيتي أن الجامعة تسعى إلى توفير المناخ الملائم لطلابها وطالباتها؛ لتحقيق أقصى درجات الاستفادة من طاقاتهم فيما يعود بالنفع على مجتمعهم ووطنهم، ولكن حتما يعترض تحقيق هذا الهدف بعض المعوقات، لعل أبرزها "حداثة الجامعة"، وعدم اكتمال البنية التحتية لها، ويأتي الإسكان في أولها، مؤكدا على أن تلك المعوقات لم تثن الجامعة عن المضي قدما في إيجاد البدائل المتمثلة في افتتاح فروع للجامعة بمحافظات المنطقة؛ بهدف التوطين وتحقيق التنمية للبيئات الصغيرة، مشيرا إلى أن الجامعة وبناء على خطتها الاستراتيجية في التوسع قامت بافتتاح أقسام للبنات في كل من تيماء وضباء وأملج، على أن يتم استكمال المحافظتين المتبقيتين - حقل والوجه - في العام الدراسي القادم. وكانت "الوطن" رصدت آراء عدد من طالبات الجامعة القادمات من خارج مدينة تبوك، إذ أوضحت الطالبة مريم العمراني، أن من حق طالبات قرى تبوك توفير سكن جامعي لهن، يوفر لهن بيئة اجتماعية وتعليمية مميزة، ويتيح لهن الكثير من الفرص لتنمية قدراتهن، بعيدا عن جشع تجار العقار في استغلال حاجتهن للسكن والمبالغة بالأسعار، مشيرة إلى أن قيمة الغرفة المشتركة مع عدد من الطالبات وصل إلى 6500 ريال في السنة الدراسية، فيما تبلغ قيمة الغرفة الخاصة 10000ريال في السنة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المأكولات والمشروبات داخل تلك المساكن، والذي أنهك ميزانية أسرهن، مطالبة بسرعة إنشاء سكن حكومي للطالبات داخل حرم المدينة الجامعية، داعية لصرف بدل سكن للطالبات حتى حين اكتماله. وشاركتها الحديث زميلتها الطالبة شيمة العطوي، إذ ذكرت أنها من سكان حالة عمار - 110 كلم شمال تبوك- ولجأت إلى السكن الخاص بعد معاناتها مع سائقي النقل الخاص، في التهور بالسرعة وعدم الانتظام والالتزام بالمواعيد، مستغربة عدم وجود رقابة على أسعار السكن مقارنة بالخدمات المقدمة، وأشارت إلى أن السكن الذي تقطنه حاليا يفتقد إلى وسائل السلامة والإرشاد التربوي، والبرامج التأهيلية. فيما بينت الطالبة إبتسام العطوي، أن عدم توفر سكن جامعي بتبوك تسبب في إرباكهن وتشتت أذهانهن عن دراستهن، إذ ذكرت أن الكثير من زميلاتها من القرى المجاورة لتبوك لم يستطعن إكمال دراستهن الجامعية بسبب عدم توفر سكن جامعي.