بدت الصورة ضبابية حول ما ستؤول إليه حصيلة النصر في الموسم الجديد، بعد مباراتين أوليين في دوري عبداللطيف جميل تباين فيهما المستوى الفني للفريق فبدا متألقاً أمام نجران، لكنه عجز عن التسجيل أمام الأهلي، على الرغم مما صاحب مباراته الأخيرة من إشكالات تتعلق بالتحكيم على وجه التحديد. وجاءت انطلاقة النصر على خلفية تحفظ كبير حول تحضيراته، حيث لم يغادر إلى معسكر خارجي أوروبي على غير العادة متعللاً بضيق الوقت، مكتفياً ببرنامج استعدادي ما بين الرياض وأبو ظبي للمشاركة في دورة بني ياس الدولية التي حصل على بطولتها، كما خاض عدداً من المباريات الودية المحلية في الرياض، إلى جانب حصص تدريبية مكثفة تحت إشراف مدربه الأوروجوياني دانييل كارينيو وجهازه المساعد. وانطلقت البداية النصراوية في الدوري أمام نجران على ملعب الملك فهد الدولي، وكسب الفريق حضور جماهيره الكبير الذي تدفق في أول لقاءاته، ورد الفريق التحية للحضور بالفوز بهدفين دون رد، صنفا من قبل معظم النقاد على أنهما من أجمل أهداف الجولة الأولى، وتناوب على تسجيلهما أغلى لاعبين محليين في الفريق، وهما محمد السهلاوي 33 مليون ريال، ويحيى الشهري 48 مليون ريال. وعلى الرغم من بعض الغيابات في المباراة الأولى بسبب تعرض عدد من اللاعبين لإصابات مختلفة، وهم القائد حسين عبدالغني، والظهير الأيمن خالد الغامدي، والحارس عبدالله العنزي، إلا أن البدلاء بدر الدعيع، وشايع شراحيلي، وإبراهيم الزبيدي كانوا في الموعد، ونجحوا في مهامهم في اللقاء الأول. الأهلي والسلبية والتحكيم وحل النصر ضيفاً على الأهلي في الجولة الثانية في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع بمكة المكرمة، في مباراة شهدت حفل تدشين دوري عبداللطيف جميل، لكنها لم تشهد تسجيل أي هدف من الفريقين اللذين التزما السلبية. وحملت المباراة في طياتها جدلاً تحكيمياً حول بعض الحالات، وشكوى نصراوية أعلن فيها مدير عام كرة القدم سالم العثمان، عدم الرضا عن أداء الحكم الدولي فهد المرداسي، واتهمه بإغفال ركلة جزاء نصراوية في وقت حساس من زمن المباراة، وإغفال طرد مدافع الأهلي أسامة هوساوي. وأثارت الأخطاء التحكيمية حفيظة النصراويين الذين طالبوا بالتدخل السريع لحل وضع التحكيم المتدني من وجهة نظرهم. أجانب متواضعون لم يقدم رباعي النصر الأجنبي أي جديد يضيف للخارطة النصراوية على الصعيد الميداني، ولعل المحترف الأقل عطاء على مستوى الأداء كان البرازيلي باستوس، الذي تراجع مستواه بشكل كبير عن الموسم الماضي، وصار عبئاً على الفريق، فلم يعد يصنع أو يسجل، وإنما يكتفي فقط بالتقدم لتنفيذ ركلات الجزاء، كما أنه يغيب عن المباريات الكبيرة، ما جعله يفقد أهميته في التشكيلة النصراوية. ولم يقدم المحترف البرازيلي، المهاجم القادم من أوروبا إيفرتون أي ملمح يؤكد جدارته في الحضور في التشكيلة، فلا هو يتيح الفرصة لزميله للتسجيل، ولا هو يسجل، ما جعل المدرب الأوروجوياني كارينيو يستبدله في مباراتي نجران والأهلي. في المقابل، لم يقدم البرازيلي إلتون، حتى الآن ما يمتلكه من قدرات، حيث يلازم العيادة الطبية منذ وصوله إلى الرياض بإصابات مختلفة، ولم يلعب سوى دقائق معدودة أمام الأهلي لم يظهر فيها بالشكل اللائق والمقنع. أما المدافع البحريني محمد حسين، فإنه الوحيد الذي يلعب مع الفريق بخبرته الفنية داخل الملعب، وقد أبدى تفاهماً كبيراً مع زميله عمر هوساوي، ليصبح النصر متماسكاً دفاعياً، على الرغم من بعض الهفوات التي تقع بين الحين والآخر. شائعات إمبامي تناول النصراويون خلال الأيام الماضية شائعة انضمام محترف الاتحاد السابق الكاميروني إمبامي للفريق بديلاً من البرازيلي باستوس في إشارة كبيرة إلى إمكانية التغيير، إلا أن مسؤولي النصر رفضوا التعليق على أمر استبدال اللاعبين، وتركوا الأمر لرئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، الذي يوجد حالياً خارج المملكة، وربما يوجد غداً الخميس في الرياض، حيث سيحضر اللقاء الودي المزمع إقامته أمام الفيصلي، وعلى ضوء اجتماعه بالمدرب سيتم تحديد إمكانية استبدال أحد اللاعبين بإمبابي الذي قدم مستوى مميزاً مع الاتحاد، وحصل معه على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. شايع والمستوى المميز تألق لاعب النصر شايع شراحيلي، بشكل لافت ما دفع مدربه إلى التأكيد على أنه لاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز، ويلتزم بالأداء التكتيكي للفريق، ويطبق ما يطلب منه في الميدان، وقال "ستجدون شايع يشارك في أكثر من مركز حسب مجريات اللعب وظروف المباراة، وهو ما شاهده الجميع في مباراة الأهلي الماضية عندما قام بمهام مختلفة في وسط الملعب وفي الدفاع، وكان أحد مصادر القوة في الفريق النصراوي ونجح في قيادة عدد من الهجمات". ويتفاءل النصراويون كثيراً بعدد من لاعبيهم القادرين على التألق والمساهمة بقيادة الفريق للأفضل، مثل شراحيلي، ويحيى الشهري، ومحمد السهلاوي، ومحمد نور، وحسين عبدالغني.