"الكاش" هو كلمة السر التي يتحصن داخلها تجار التمور ومُلاّك المزارع في مهرجان التمور لمنع الشبان السعوديين وحجبهم عن الفوز بالصفقات الضخمة لخوض غمار التجارة في هذا المجال المربح، فيما يظفر العديد من الوافدين بالنصيب الأوفر من الكعكة الموسمية بعد تشكيلهم تكتلات عمالية ذات وفرة مالية هائلة تستطيع جني أرباح طائلة وتحويل سيولة نقدية للخارج جراء التسهيلات الكثيرة التي يقدمها المزارعون لهم. ويقول المزارع "ص. ز" أحد ملاك مزارع النخيل غرب بريدة في حديث ل"الوطن" إنه دأب سنوياً على بيع كامل ثمر نخيل مزرعته ب 130 ألف ريال على مجموعة من العمالة الباكستانية بالدفع كاش قبل بدء فعاليات مهرجان التمور، مشيراً إلى أن تجربة واحدة مع راغبي شراء ثمار نخيل مزرعته مع السعوديين جعلته يحجم عن التعامل معهم، وتمثلت في بيعه لأحد الشباب بالدفع الآجل ولم يسدد سوى نصف القيمة بعد أن تقاعس عن خرف النخيل في وقته حتى فَسَد الكثير منه. ويضيف مزارع آخر أن العمالة الوافدة تملك الأيدي العاملة بكثرة، وهذا لا يتوفر لدى السعودي الذي يضطر للبحث عن العمالة لخرف النخيل وتنظيف التمور وغيرها، ما يجعله عرضة لأهواء الوافدين الذين يعقدون في الجانب الآخر صفقات ضخمة داخل المزارع. من جهته، طالب الشاب عبدالله الحسن "20 عاماً" المؤسسات التي تموّل مشاريع الشباب كبرنامج ريادة الأعمال الوطني وبنك التسليف بأن تلتفت لسلعة التمور ومشتقاتها التي تجد إقبالاً هائلاً من الشباب، وضخاً سخياً للأموال ذا مردود عال وسريع. ولكن المستثمر في زراعة وصناعة وتجارة التمور وعضو مجلس إدارة المركز الوطني للتمور والنخيل عبدالعزيز بن عبدالله التويجري يقول إن تجربة المزارعين مع الشباب غير جيدة، لأن الشاب يأتي بحماس دون خبرة أو دراية ويشتري بالآجل ويخسر لسوء تصرفه وإدارته للمزرعة، وهذا ما جعل المزارعين يتخذون رد فعل غير مرض للشباب بالبيع والاتجاه للأجنبي الخبير. وتابع "الشاب الجاد يجد ترحيباً وتسهيلاً من المزارعين، ولكن من حق المُزارع التحفظ على المبتدئ". وحول رأيه في حل مثل هذه المعضلة التي تواجه الشباب، أوضح التويجري أن على الشاب الدخول في شراكات مع أحد السعوديين أو الوافدين النظاميين من ذوي الخبرة والدراية للاستفادة من تجاربهم حتى يقف على قدميه ثم ينطلق إلى مجالات وأبواب أرحب داخل السوق. وعن المجالات التي يجب أن ينطلق منها الشباب في موسم التمور، نصح بضرورة أن يسلك الشاب في عامه الأول طريق البيع بالتجزئة وفي العام الثاني يبدأ بالجملة ومن ثم يقوم بشراء ثمار نخيل الأملاك الصغيرة في عامه الثالث، قبل أن ينطلق لكافة المجالات التي تقع تحت مظلة التمور. ودعا التويجري إلى منح تجار التمور تأشيرات مؤقتة لاستقطاب العمالة في مواسم التمور، كما هو معمول به في مواسم الحج، على أن تتراوح مدة التأشيرة بين 3 - 6 شهور للاستفادة من خدماتهم والإسهام في الحد من التستر وتجارة التأشيرات.