توقع مزارعون وباعة في سوق التمور المركزي بمحافظة الأحساء، حدوث أزمة واضحة في تشغيل مصانع تعبئة التمور المنتشرة في كافة مدن وقرى المحافظة، مع انطلاقة الموسم الجديد لبيع التمور خلال الأيام القليلة المقبلة، مرجعين ذلك إلى نقص الأيدي العاملة في تلك المصانع، في ظل عزوف الشباب السعودي عن العمل في هذا المجال. ويرى المزارعون والباعة أن العدد الحالي لا يغطي الحجم المتزايد من الطلبات والمبيعات من التمور المعبأة، والتي تنتجها 3ملايين نخلة في واحة الأحساء الزراعية، حيث لابد من جنيها خلال 40 يوماً. وأشار شيخ سوق التمور المركزي عضو لجنة التمور والنخيل بغرفة الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي في تصريح إلى "الوطن" أمس، إلى ضرورة سن نظام جديد يتيح للمزارعين ومصنعي التمور وأصحاب مصانع التعبئة والتغليف، استقدام عمالة موسمية لمدة 4 أشهر سنوياً، هي ذروة موسم التمور، في ظل عزوف الشباب السعودي عن الانخراط في هذا المجال، مبيناً أن نقص العمالة في المواسم السابقة، أوقعت الكثير من التجار والباعة في حرج شديد مع الزبائن والمستثمرين بسبب تأخر استلام طلباتهم من التمور في المواعيد المحددة، كما تسببت كذلك في ضعف جودة بعض الأصناف لتأخر تعبئتها بسبب بقائها لفترات طويلة في المستودعات والمزارع، علاوة على تكبد الباعة والتجار خسائر مالية بسبب تأخر تسليم الكميات في الموعد المحدد جراء إبرام العقود بين التاجر والزبائن بشروط جزائية. وقال الحليبي إن: أكبر مشكلة تواجه تجار التمور في المملكة هي مشكلة نقص العمالة، وعدم منح التجار والمصنعين تأشيرات كافية لاستقدام العمالة للقيام بكافة أعمال الموسم، فنقص العمالة يُجبر بعض التجار على تعبئة التمور بطريقة سريعة وعشوائية بسبب ضيق الوقت، مقترحا إنشاء معاهد خاصة وكليات تقنية داخل الجامعات السعودية لإنشاء جيل جديد من الشباب السعودي مُدرب ويعرف قيمة هذه الثروة الوطنية، ويعرف كيفية التعامل معها وتطويرها وتخزينها بتقنية عالية، لاسيما أننا نعيش في بلد فيه الملايين من شجر النخيل". وأبان الحليبي أن بعض المصانع، لجأت لتشغيل الفتيات كحل لمشكلة نقص الأيدي العاملة الشبابية، إلا أن الطاقة الإنتاجية لهن لم تكن في مستوى الطموح، كونهن غير مؤهلات لهذا العمل، وطبيعة العمل والتعامل مع تعبئة وتصنيع التمور بحاجة إلى جهد وطاقة كبيرتين، وهي متوفرة في الشباب أكثر منها في الفتيات، وأقتصر عمل فتيات في تلك المصانع في الأعمال البسيطة كحشو التمور بالمكسرات، ووضعه داخل علب "هدايا" كرتونية وبلاستيكية. وقال البائع ناصر المكلف، أن التأشيرات أصبحت ضرورة ملحة لاستقدام العمالة الموسمية، فكثير من الشباب يقبل بالوظيفة في الأيام الأولى، وبعد فترة ليست بالطويلة، يأخذ في الغياب ويترك الوظيفة دون إبلاغ مسبق لاتخاذ الإجراء وتوفير البديل بدلاً من تعطل العمل. وأشار المزارع عبدالله العيسى إلى أن الطرق الحديثة لتعبئة التمور وتغليفها في المصانع، ساهمت في زيادة تسويق التمور في الداخل والخارج، مستشهداً في ذلك بمقارنته بين أسعار التمور المعبأة آلياً وبين التمور المعبأة يدوياً، مؤكداً أن التعبئة الآلية حسّنت من نوعية الثمار وحافظت عليها لفترات تخزين طويلة.