تمسكت فرنسا بموقفها الداعي إلى "معاقبة الأسد"، مشددة على أن الحل السياسي لن يحدث ما لم يتمكن المجتمع الدولي من تدعيم وضع المعارضة على الأرض، ومنع نظام الأسد من تكرار استخدام الأسلحة الفتاكة. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في تصريحات صحفية: "يجب بذل كل جهد من أجل حل سياسي، لكن هذا لن يحدث إلا إذا استطاع الائتلاف أن يظهر كبديل يتمتع بالقوة اللازمة خاصة على صعيد جيشه". وأضاف أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وضع نهاية موقتة لهذا التصعيد في العنف. إلى ذلك قطع السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، أن رد فعل بلاده على الهجوم الكيماوي في سورية مؤكد، وأنه سيكون "شديدا وجديا". وقال في تصريحات صحفية، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال يجري مشاورات مع حلفاء الولاياتالمتحدة والكونجرس قبل أن يتم اتخاذ قرار نهائي. كما أبدت ألمانيا تأيدها الحذر، لجهود المجتمع الدولي الساعية إلى توجيه ضربات عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية. وأعلن مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، تحادث هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الملف السوري. من جهته قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إن الطرفين يعتبران أن استخدام الأسلحة الفتاكة هو مساس خطير بالقانون الدولي. كما اتفقا "على مواصلة التنسيق للتوصل إلى رد فعل دولي موحد". وفي مكالمة هاتفية مماثلة اتفقت ميركل مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، رغم رفض بلديهما المشاركة العسكرية، على أن الأدلة المتوافرة أثبتت استخدام الغازات السامة على نطاق واسع ضد المدنيين، وينبغي على النظام إدراك أنه لا يمكنه مواصلة هذا الانتهاك دون عقاب. وقال زايبرت إن ميركل رحبت بالجهود الدولية وأعربت عن أملها في "ألا يغلق عضو في المجلس عينيه أمام تلك الجرائم ضد الإنسانية، وأن يتم إقرار العواقب الخاصة بها". وكانت ردود الأفعال الدولية الداعية إلى اتخاذ موقف عسكري ضد دمشق قد تزايدت أمس . على صعيد آخر، كشفت مصادر عسكرية أن الضربة العسكرية المتوقعة على دمشق ستشمل مواقع منتقاة، وأكدت أن ثكنات الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري، وهما وحدتان تشاركان بقوة في قصف المناطق المدنية ستكون على رأس تلك المواقع. وقال الباحث بمركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جيفري وايت، إن القوات الحليفة عليها أيضا استهداف المقار العامة للجيش وأجهزة الاستخبارات ومراكز القيادة المسؤولة عن العمليات في منطقة العاصمة. مشيرا إلى ضرورة التركيز على كل مواقع الحرس الجمهوري الذي يعد من أكثر الوحدات تسليحا وتدريبا في سورية، ويقوده ماهر شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وهو مكلف خصوصا بالدفاع عن العاصمة، وقد اتهمته مصادر غربية بتنفيذ الهجوم الكيماوي. أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر دعم بلاده للعمل العسكري المحتمل ضد سورية، رغم أنها لا تنوي المشاركة فيه. وقال "كندا تدعم أي عمل عسكري للأميركيين وحلفائهم ضد النظام السوري بعد الهجوم الكيماوي. واستدرك في مؤتمر صحفي في تورونتو بأنه رغم أن حكومته أبدت تردداً كبيراً حيال ضرورة القيام بعملية عسكرية غربية ضد الأسد بسبب طبيعة النزاع الدائر منذ سنوات، إلا أنه لاحظ أن "عدم رد" المجتمع الدولي على استخدام أسلحة كيماوية "سيشكل سابقة خطيرة من شأنها تشريع هذه الأسلحة كأسلحة حربية".