جاء قرار السلطات المصرية بالقبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، ليكسر حالة عدها البعض بمنزلة الخط الأحمر الذي حكم علاقة أنظمة الحكم في مصر بالإخوان على مدى تاريخ الجماعة الطويل، والذي امتد لنحو 85 عاما، فمنذ عام 1975 لم يقم النظام الحاكم في مصر بالقبض على مرشد للجماعة، وتحديدا منذ أن أطلق الرئيس الراحل أنور السادات سراح المرشد العام السابق للجماعة عمر التلمساني في عام 1975، ولم يعكر صفو تلك الحالة سوى قرارات التحفظ الشهيرة التي أصدرها السادات قبل اغتياله بنحو شهر، والتي عرفت باعتقالات سبتمبر 1981، إذ تم التحفظ على التلمساني لفترة من الوقت انتهت بعد فترة قصيرة من تولي الرئيس السابق حسني مبارك لمقاليد الحكم. ووفقا للتقارير، فقد طال السجن المرشد الثاني للجماعة، حسن الهضيبي، إذ سجن وحكم عليه بالإعدام في قضية محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في "حادثة المنصة"، ولكن تم تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة، ثم صدر له عفو صحي ليعاد اعتقاله في منتصف الستينات بتهمة إحياء تنظيم محظور. ودخل المرشد الثالث للجماعة، عمر التلمساني، السجن ثلاث مرات في أعوام "1954 و1981 و1984"، وحكم على المرشد الرابع، محمد حامد أبو النصر، عام 1954 بالأشغال الشاقة المؤبدة في محاولة اغتيال عبدالناصر، ولم يخرج إلا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وكذلك دخل المرشد الخامس، مصطفى مشهور، السجن ثلاث مرات في أعوام "1948 و1955 و1965"، ثم أطلق سراحه في عهد السادات. واعتقل مأمون الهضيبي المرشد السادس للجماعة في عام 1965، وتنقل بين السجن الحربي وسجن طرة، وأفرج عنه السادات في 1971، وحكم على المرشد السابع، مهدي عاكف، بالأشغال الشاقة المؤبدة في 1954، ثم خرج عام 1974. أما المرشد الثامن والحالي، محمد بديع، فقد اعتقل عام 1965 مع سيد قطب، وحُكم عليه ب15 عاما، قضى منها 9 سنوات، ثم خرج عام 1974، ثم سجن 75 يوما في عام 1998، ثم عاد للسجن فيما عرف ب "قضية النقابيين"، بين عامي 1999 إلى 2003، ثم عاد أمس للسجن من جديد.