فيما انضمت البحرين وفلسطين للتأييد العربي الكبير للموقف السعودي تجاه الأحداث في مصر، دعا الرئيس المصري الموقت عدلي منصور، العالمين العربي والإسلامي إلى الإنصات للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمواجهة الإرهاب. وشدد منصور في رسالة بعثها لخادم الحرمين أمس، على أهمية الموقف السعودي في دعم مصر. وقال "إن التاريخ يسطر للرجال والأمم مواقفهم الناصعة في دعمها ويزدري مواقف المتخاذلين". وأضاف "إن الأوقات العصيبة التي تشهدها الشعوب والأمم هي التي تكشف عن المعادن الحقيقية، ومن ثم فإن بيان خادم الحرمين جاء ليؤكد من جديد على أصالة موقفه - أيده الله - وشعب وحكومة المملكة الشقيقة، فأبى إلا أن ينطق بالحق". إلى ذلك أمر خادم الحرمين بإرسال 3 مستشفيات ميدانية بكامل أطقمها دعماً للشعب المصري. وفي أحدث تفاعلات الشأن المصري، تقدم رئيس الوزراء حازم الببلاوي، بمقترح رسمي بحل جماعة الإخوان المسلمين بسبب لجوئها للعنف، فيما رفضت الخارجية المصرية، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة حول تطورات الأوضاع فيها، معتبرة أن من شأن هذا الموقف تشجيع جماعات العنف والإرهاب في مخططاتها التآمرية. ميدانيا، ألقت السلطات الأمنية القبض على محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في كمين أمني بالجيزة. جسّدت الرياض أمس منهجيتها الواضحة في التعامل مع الشقيقة مصر، التي تمر بظروفٍ عصيبة، بما يؤصل ويرسخ روح الأخوة الصادقة، النابعة من الإيمان بالعمق الاستراتيجي لمصر، كأمة وحضارة تستدعي المحافظة عليها والوقوف إلى جانبها في هذا الوقت. وعبر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وبعض المسؤولين السعوديين عن تقديرهم لكلمة خادم الحرمين الشريفين أول من أمس المؤازرة لمصر في مكافحتها للإرهاب، مشيرين إلى أن الكلمة ناصحة للمصريين وتؤكد وضوح الرياض مقابل ضبابية الغرب. ودعا مفتي عام المملكة المصريين، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث على الأرض هناك، والسعي إلى حل المشكلة القائمة بكل وسيلة ممكنة، معتبرا أن الكلمة التي جاءت على لسان خادم الحرمين الشريفين حول الأحداث هناك، وإعلانه وقوف المملكة مع مصر ضد الإرهاب والفتنة والضلال، جاءت من ناصح للمصريين وتحمل الغيرة على هذا البلد. ووصف المفتي العام في تصريح إلى "الوطن"، كلمة خادم الحرمين حول الأحداث الجارية في مصر بأنها "توجيهية صادقة ناصحة تصور الأحداث والواقع حق التصوير"، وقال "كلمته فيها غيرة ومحبة. ودعوة للوقوف مع الحقيقة والحق. فإنه والله ما قال إلا خيراً". ودعا آل الشيخ في سياق تصريحاته جميع المصريين إلى التعاون لحل هذه المشكلة، وتابع "أرجو من الله أن يوفق الجميع للتعاون والتفاهم وحل المشكلة بما يضمن استقرار البلد. وأمنها وعودتها إلى ما كانت عليه في السابق"، ونصح الشعب المصري بحل المشكلة بكل وسيلة سلمية ممكنة. ورأى عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور خليل بن عبدالله الخليل أن كلمة الملك تمثل بوضوح تعامل القيادة في المملكة التي ترتكز على الأخوة من جانب، والإيمان بالدور المصري المساند للدور السعودي من جانب آخر، من حيث قيادة العالم الإسلامي، والحرص على قدرة الأمة الإسلامية جمعاء على تخطي أي نوعٍ من المصاعب التي قد تواجهها. واستوقف الخليل، ما وصفه ب"وضوح الرؤية" التي رسمتها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم الإسلامي أمس، تجاه الأحداث التي تشهدها مصر، حين طالب كل الشرفاء، من علماء ومثقفين وأهل علمٍ وقلم، بوقفة رجلٍ واحد، للسير بالبلاد نحو الطمأنينة، والوقوف في نهاية الأمر بوجه من يحاول زعزعة استقرار مصر، على اعتبار أن "المعركة" تحتاج إلى رجالٍ مختصين، قادرين على حسم الجدل الناتج عما تشهده مصر من أحداث. وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين بحسب الخليل، في وقتها المناسب، واعتبرها نابعةً من تجديد للموقف السعودي الواضح ضد الإرهاب، أو محاولة زعزعة استقرار مصر، وهو ما يتطلب شجاعةً وحسما، ووضوحا في المنهجية. وقال "الملك عبدالله أدرك فعلاً عمق المأساة التي لم يرسمها زوال حزبٍ سياسيٍ معين، بل تحول الأزمة في مصر بين مناضلٍ عن الدين، وآخر يتم تصويره على أنه ضد الدين أو ضد الإسلام، وبتحول الأمر من أزمةٍ سياسية، إلى أخرى دينية، وهنا مكمن الخطر والفتيل الذي من الممكن أن يوسع من فوهة البركان الذي تعيشه مصر". ومضى قائلاً "يبدو جلياً أن هناك تحالفات بين البعض من الغرب، وجماعات الإسلام السياسي، وما شهدته مصر من أحداثٍ مؤخراً، قطع تلك التحالفات وأصابها بنوعٍ من الخلخلة، وهذا الذي يحدث في مصر، سينعكس لا محالة على العالمين العربي والإسلامي، وسيؤثر بالتأكيد على بعض التحالفات الدولية". وعدّ عضو مجلس الشورى السابق، التاريخ الحديث يمر بمرحلة صناعةٍ جديدة، ستعيد دراسة المبادئ التي تقوم عليها بعض التجمعات والجماعات الإسلامية السياسية. وتابع "ما تمر به الأمة في هذا الظرف والوقت الراهن، بمثابة صناعةٍ جديدة لتاريخ الفكر الإسلامي، الذي نأمل أن يعود على الأمة بالرشد، وأن تُعيد كل المبادئ التي تقوم عليها العلاقة بالتجمعات السياسية، أو بمعنى جماعات الإسلام السياسي". وختم بالقول "يؤسفني وكل حر ومؤمن ما يحدث من قتل وتخوين الكل للآخر، ورعب وحرق للممتلكات في مصر، هذا الأمر يجب أن نوقفه جميعاً، ولا يمكن أن يقبل عاقل أن تتحول أرض الكنانة إلى ساحة حرب". ومن جانبه، قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان الإسلامية عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين تجاه الأحداث الجارية في مصر وتأكيده وقوف المملكة بثبات إلى جانب مصر ورفض التدخل في شأنها الداخلي تجسد الاستجابة للمسؤوليات التاريخية التي تلتزم بها قيادة المملكة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية ومن ضمنها الأحداث التي تجري في مصر حالياً، ولتوثيق التضامن والتلاحم وتفعيل مسيرة العمل العربي وإعلاء شأن الأمة العربية ومصالحها المشتركة. وأضاف في تصريح صحفي أمس: إنها كلمة حق خرجت من قلب خادم الحرمين الشريفين تنم عن اهتمامه أيده الله بدعم جمهورية مصر الشقيقة وحفظ أمنها واستقرارها ومحاربة أعمال العنف والتطرف والإرهاب والوقوف ضد كل من يحاول أن يزعزع أمن مصر. ولفت الانتباه إلى التوقيت المحوري المهم لهذا الموقف الحكيم الذي يستهدف وحدة مصر واستقرارها بتضافر جهود الشعب المصري الشقيق ووقوف الدول العربية والإسلامية معهم لتعود مصر كما كانت واحة للاستقرار والأمن. وأشار السفير إلى ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين "فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وإنها قادرة بحول الله وقوته على العبور إلى بر الأمان، يومها سيدرك هؤلاء أنهم أخطؤوا يوم لا ينفع الندم". موضحاً أنها كلمات تجمع في مفهومها فراسة قائد الأمة الإسلامية خادم الحرمين الشريفين تجاه ما يحاك ضد الأمة العربية والإسلامية لضرب وحدتها واستقرارها. خادم الحرمين يأمر بإرسال 3 مستشفيات ميدانية لمصر جدة: واس صرح مصدر مسؤول في المملكة العربية السعودية بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمر بإرسال 3 مستشفيات ميدانية بكامل أطقمها من أطباء وفنيين ومعدات طبية وقوفاً ودعماً للشعب المصري الشقيق وتخفيفاً من الضغط على المستشفيات هناك. وأضاف المصدر، أن خادم الحرمين الشريفين وكما قال "إن شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها يقفون صفاً واحداً مع أشقائهم في جمهورية مصر العربية".
"الجاسر" رئيسا للأرصاد و"فويّز" مستشارا بإمارة الرياض جدة: واس صدر أمس أمران ملكيان بتعيين الدكتور عبدالعزيز بن عمر بن محمد الجاسر، رئيسا عاما للأرصاد وحماية البيئة بالمرتبة الممتازة، وسحمي بن شويمي بن فويّز، على وظيفة مستشار بالمرتبة الممتازة بإمارة منطقة الرياض. ونص الأمران على أن يبلغا للجهات المختصة لاعتمادهما وتنفيذهما.