سارة العثمان الخيبة.. مفاجأة من نوع آخر! نوعٌ لا يحمل معه ضحكةً صاخبة.. ولا انتشاء صامتا تفضحهُ لمعة عينٍ كالتماع حبة برد فوق شارع ساكن ..! إنها مفاجأة على كل حال.. لكنها من البرودة بحيث تطفئ كل مصابيح الفرح داخلك لوهلة .. وتبقى شاحبا كالأموات تحدق في الفراغ.. فراغ يغطي مساحات ملأتها وعوداً.. وأَيمانٌ نُقضت للتو لتبقى أنت على مسافة من الدمار! أراهن على أنها أقسى من صفعة تهوي على خد بارد.. لكن إن كانت خيبتك في نفسك فهي كالتردي من جرف، تهوي وأنت تقسم أن الموت لهو أشد رحمة من حياة تتمزق بيأس أمام عينيك التي تتلألأ فخرا ذات يوم، وما إن تصل القاع .. حتى تصدق أن الموت يمكن أن نعيش لوناً منه ونحن أحياء! كم هو جدير بالعزاء ألا تعود تؤمن بنفسك.. أن تصطنع السكينة في الملأ.. ووحيداً، أمام المرآة تغوص في ملامحك وكم من اللعنات تصبها في سرك.. تتمنى أن يأتي الصباح بوجهٍ لك آخر.. تتوهم معه أنك مازلت جديراً بفرصة أخرى لتثق بك! الخيبة بنا .. لا تحزننا فحسب بل تخيفنا .. نخاف أن نصل لنقطة اللارجوع حيث نفقد آخر أجراس السعادة.