يا فاغيتي... الحديث يطول... عندما استيقظت اليوم وجدت نفسي على ما أنا عليه الآن... لم يكن ذنبي... لا يد لي في شيء... لا أدري ما الذي حدث تماماً... الذي بدأ يحدث منذ هذا الصباح الباكر أنني... بدأت أقع في كل الأفخاخ المنصوبة للفقراء والمساكين وعابري السبيل وذوي الدخل المحدود... أنا الذي لا ألدغ من جحر أبداً... كوني لست مؤمناً... لدغت أربعة ومئه وألفين وعشر لدغات من نفس الجحر.... أنا الذي يعرف من أين تؤكل الكتف... أكلت كتفاي وخاصرتي وعمري بخيبتين وغفلة ومعدة فارغة... صدقيني يا فاغيتي الجميلة..فكل الأعين والآذان ترقبنا فاحذري.. أحاول جاهدا معرفة هذا الهاجس المكسو برداء ابيض متسخ وقت قليل وفاجعتي كثر.. مثل الملل الذي يأتي إلينا دون استئذان؟! أصل متأخرا الى عملي الإلزامي اختلست نظرات الموظفين والمراجعين الخائفة، ماذا أقول لمديري أن حلمي كان وقته أطول من ان ينتهي عند السادسة صباحا، واني أضعت الطريق.. واني تشاجرت مع رجل المرور، بسبب تجاهلي بقواعد السير.. واني رأيت امرأة جميلة تستنجد من ذئاب اعترضوا طريقها فطرت لأنقذها، واني شربت قهوتي الصباحية مع فاغيتي الجميلة.. وان رائحة عطرها لا يزال على جسدي، واني عملت بخطة اغتيال شارون لكن هاتفه مشغول... وان في جيبي استقالة عمرها مئة عام لا أجرؤ على رميها في وجهه..لان خلفي يقفون أطفال في حاجة الى لقمة العيش.. الحقيقة يافاغيتي... أنني أقف شاحبا مذعورا بيني وبين نهايتي... سائلاً محروماً... ولي حق معلوم لا أعرف أين قبري يكون... لا اعرف جداول موتي كيف تتم..أهي بمرض يطول ام حادث عجول او نهاية مطاف عادية... تلك بداية الهواجس في حياتي تطاردني... رغم وقوعي بعدها في الترتيب... ما الأمر إذاً يا أولي الألباب!؟... هكذا انا الآن.. ادخل أطواري لحظة بلحظة... لهاثاً أحاول ان أوفر من التعب في حبا صادق.. وان اكتب عن فاغيتي الجميلة التي لم أرها قط إلا في مخيلتي.. فكنت أحس ان أجمل ما يختلج جوانحي ان أكاتب فاغيتي المجهولة فأحبها.. والأجمل أني لم التق بها.. كم من مرات عديدة حالما أشاهدها واقفة أمامي يشع الجمال من وجهها القمري.. لكن أجد نفسي مقيداً من كل شيء.. الكلام مقيد.. الحركة معاقة..والصمت سيد الحلم يثرثر ضوءه على سكون.. بينما اختفي في عتمة الحلم مثلما الشمس التي تغرب سريعا في شتاء قاس. صدقيني يا فاغيتي.. سرك في مخيلتي بأنك امرأة لك وجهان مختلفان فقط،وجسدان لا يلتقيان..احدهما رحل والآخر باق في الرحم أثناء الولادة.. يدب في داخلي سرك ليل نهار.. يذهب بتعب والتقطه بخوف.. ماضيا في تشابك أصابعي نحو طريقي المتعرج في الحياة.. تاركا خلفي أوهام وتساؤلات لا أريد ان أضعها في أجندتي.. وكلما سمعت بقصة تشبه سرك من صاحب فعل أدوس في بطنه وأقول إنني خارج المطاف.. هذه مشكلتي يافاغيتي أني هنا أجيب دعوة سرك أذا دعاني ولا استطيع فعل أي شيء... فأرتمي بجسدي في جهتين : جهة تبحث عنك، واخرى تلتقط التعب وتذهب بالخوف. [email protected]