حسمت السلطات المصرية أمس أمرها وفضّت اعتصامي "الإخوان المسلمين" في ميداني " رابعة العدوية" و"النهضة"، بعد عدد من الدعوات والإنذارات لفضهما. وسقط خلال العملية عشرات القتلى ومئات الجرحى من المعتصمين ورجال الأمن، وذلك خلافاً لرغبة السلطة، إذ بادرت قوات الشرطة والجيش لدى حضورها إلى موقع اعتصام النهضة فجراً، بتوجيه إنذار نهائي للمعتصمين وطالبتهم بتغليب صوت العقل، متعهدة بتأمين خروج آمن لهم دون متابعة لاحقة، إلا أن المعتصمين رفضوا وبادروا بإطلاق النار على قوات الأمن التي وجدت نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها، فألقت قنابل الغاز المسيل للدموع واقتحمته، قبل أن تبدأ بإنهاء اعتصام رابعة العدوية. ولم يستسلم أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، ومثيرو الشغب، بل لجأوا إلى قطع الطرق وإطلاق النار على المواطنين العزل، في حين هاجم أنصارهم في مدن الصعيد وقراه الكنائس وأحرقوا بعضها. وأعربت وزارة الداخلية عن بالغ حزنها لوقوع الضحايا وحملت قيادات الإخوان مسؤولية تفشي العنف. كما أعلنت إلقاء القبض على بعض قيادات الجماعة، وكشفت عن العثور على أسلحة نارية ومدافع رشاشة بحوزة المعتصمين. وللسيطرة على الأوضاع أصدر الرئيس الموقت عدلي منصور بياناً أعلن فيه حالة الطوارئ في أنحاء الجمهورية لمدة شهر. إلى ذلك، دعا السفير السعودي لدى القاهرة أحمد قطان المواطنين السعوديين الموجودين في مصر إلى عدم الخروج من منازلهم لأي سبب من الأسباب والابتعاد تماماً عن أماكن التظاهرات والاشتباكات حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها.
فضت الشرطة المصرية أمس اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بميداني "رابعة"و"النهضة"، بعد استنفاذ المحاولات السلمية كافة، وإعطاء فرصة للوساطة الداخلية والإقليمية والدولية. وقامت قوات الأمن بمحاصرة الميدانين في ساعات الصباح الباكر، ووجهت تحذيرا نهائيا للمتظاهرين بإخلاء أماكنهم والانسحاب، إلا أن بعض المعتصمين بادروا بإطلاق النار على أفراد الشرطة الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع واقتحام الميدانين. وأصدرت الحكومة المصرية بيانا أعربت خلاله عن بالغ حزنها لسقوط ضحايا ودماء وسط المواطنين أيا كان توجههم، مهيبة بالموجودين على الأرض في أماكن الاعتصام بالعودة إلى الضمير الوطني، والاستماع إلى صوت العقل، وحفظ الدماء والكف الفوري عن استخدام العنف. وأضافت البيان أن جهود قوات الأمن في تطبيق القانون فيما يخص فض الاعتصامين تستحق التحية والإشادة لالتزام تلك القوات بأقصى درجات ضبط النفس والأداء الاحترافي العالي خلال عملية فض الاعتصام، وهو ما انعكس في انخفاض أعداد الإصابات في صفوف المعتصمين، مقارنة بالأعداد الموجودة على الأرض، وحجم التسليح والعنف الموجه ضد قوات الأمن، مؤكدة أنها ستتصدى بكل حسم وحزم للمحاولات التي بدأتها بعض العناصر التخريبية للاعتداء على الممتلكات العامة وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية التي هي ملك للشعب المصري". وحذر البيان بأن الحكومة ستقوم باستخدام كل الوسائل الكفيلة بملاحقة تلك العناصر وحماية ممتلكات الشعب. وأكد البيان على المضي قدما في تنفيذ بنود خارطة المستقبل بشكل يتوخى عدم إقصاء أي طرف من المشاركة في العملية السياسية على أٌسس ديموقراطية تحقق الانتقال الديموقراطي الذي يليق بمصر. ونوهت الحكومة المصرية في بيانها باستمرار حرصها والتزامها ودعمها لضمان حق التعبير السلمي عن الرأي والتظاهر طالما كان في إطار القانون وحماية حرية الآخرين والحفاظ على سلامة وأمن المجتمع. من جانبه قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إن فض الاعتصام جاء نتيجة عدم استجابة جماعة الإخوان لجميع المبادرات وانتهاء المهلة المحددة، وإن الإخوان كانوا يرمون من خلال تعنتهم وإصرارهم على المواجهة إلى إسقاط الدولة. وإن العالم كله يعلم كيف مدت السلطات الحكومية حبال الصبر وسعت بكل طريقة إلى حقن الدماء ومنع حدوث المواجهة، إلا أن الطرف الآخر أغلق كل أبواب الحوار وأفشل كل المبادرات الرامية إلى إنهاء الأزمة، مما جعل الحكومة أمام خيار واحد هو بسط سلطتها وحفظ هيبة الدولة والحفاظ على الأمن القومي. وأشار إبراهيم إلى أن خطة فض الاعتصام نجحت بنسبة 100%. من جهة أخرى، تقدم نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية محمد البرادعي باستقالته التي عزا سببها إلى اختلاف في وجهات النظر. إلى ذلك أكدت أجهزة الأمن إلقاء القبض على القياديين بالجماعة محمد البلتاجي وعصام العريان، وأكدت بعض المصادر مقتل ابنتي البلتاجي وخيرت الشاطر في مكان الاعتصام بميدان رابعة العدوية.