سارعت دمشق، عبر حساب الرئاسة السورية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى دحض استهداف منزل الرئيس السوري بشار الأسد من قبل مقاتلي الجيش الحر، في أعقاب أنباءٍ سرت حول استهدافٍ لمنزل الأسد في حي المالكي الدمشقي، بالإضافة إلى سفارتي روسيا وإيران في العاصمة دمشق. وقالت الرئاسة السورية "كل المعلومات التي تناولتها بعض وسائل الإعلام حول استهداف منزل الرئيس عارية عن الصحة تماماً". لكن مصادر في الداخل السوري، أكدت على حدوث عمليةٍ وصفتها ب"النوعية"، لكنها لم تُفصح عن مُعطياتٍ أكثر، لتضارب المعلومات. وقالت المصادر "منطقة المالكي الدمشقية يطالها وابل من قذائف الجيش الحر، وهي المنطقة التي تحوي منزل الأسد، وبعض المواقع الهامة". وفي مقابل ذلك قال ل"الوطن" المنسق السياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد "إن عدداً من قذائف المونيتور أطلقتها إحدى كتائب الجيش السوري الحر استهدفت مواقع عدة في العاصمة، لكن حتى الآن لا نملك المعطيات التي تؤكد وقوع إصابات من الممكن أن نعتمدها سواء بلوغ تلك القذائف منزل الأسد من عدمه". وطالت قذائف الحر موكب الأسد أول أيام عيد الفطر، خلال توجهه لأداء الصلاة في أحد جوامع العاصمة، وهو ما نفته دمشق على الفور، رغم تأخر الموكب عن موعد وصوله قرابة ساعة. سياسياً، رفضت المعارضة السورية، المشاركة في مؤتمر "جنيف 2"، بعد تلميح موسكو أن المؤتمر لن يُعقد قبل أكتوبر المقبل لمناقشة عملية إنتقالية تكفل بقاء الأسد ونظامه. واعتبر المعارض السوري عضو الائتلاف الوطني الدكتور برهان غليون، ل"الوطن"، أن التفكير الروسي قد يكون في غير محله، فيما لو استمر في تصور أن المعارضة السورية قد تقبل ببقاء الأسد بأي شكلٍ كان، أو كما قال "المعارضة لن تقبل بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 للتفاوض أو للتسوية مع نظام الأسد، بل من أجل انتقالٍ سلميٍ للسلطة من يد الأسد". وعدّ غليون أن بعض استنتاجات موسكو بُنيت على خطأ، من حيث توقعها أن النظام بات قادراً على تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض في مواجهة القوى الثورية، واعتبرت أن انتصار النظام في القصير من الممكن أن يُبنى عليه تصور للمرحلة المقبلة من الأزمة السورية، وهذا اتضح أنه تصور خاطئ، تسنده خسارة النظام عدداً من المواقع الهامة، وانتقال فتيل العمليات العسكرية إلى جهة الساحل في الجزء الغربي من سورية. وتزامن ذلك، مع كشف رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، عن عزم المعارضة إنشاء جيشٍ وصفه ب"الوطني"، لصد ما سمّاه دخول عناصر حزب الله اللبناني بأسلحةٍ نوعية، في إشارةٍ إلى تورط الحزب العلني في القتال إلى جانب قوات الأسد، واعتبر تشكيل الجيش يأتي من منطلق السعي للحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ميدانيا سيطر الجيش الحر، على نقاطٍ حدودية، متاخمة للحدود الأردنية السورية، وهو ما واجهته قوات النظام، بقصفٍ مدفعي على بعض أجزاء محافظة درعا الحدودية. وقصفت طائرات النظام، مواقع عدة في ريف اللاذقية، لصد تقدم مقاتلي الحر لبعض القرى العلوية بمحاذاة الساحل السوري، الذين بلغوا القرداحة، مسقط الرئيس حافظ الأسد الأب. وفي حماة، قتلت قوات الأسد أكثر من 18 مقاتلاً من المعارضة، وقصفت بالمدفعية الثقيلة قرى الرستن، والحولة في ريف حمص.