تتسارع خطى التقدم في التربية والتعليم في أنحاء العالم، ومن هنا أصبحت نظرة المجتمع لتطور التعليم نظرة شمولية، والمناداة بالتحسين وتحقيق الطموح حاجة ملحة، وأصبح رضا المستفيد غاية تسعى لها وزارة التربية والتعليم وذلك بتطبيق الجودة. الجودة ظهرت عبر سلسلة تاريخية بدأت مع العالم الأميركي إدوارد فلمينج، الذي طبق الجودة في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ونهض باليابان من بلد مهزوم مدمر خلال عقدين من الزمان ليصبح أكبر بلد صناعي، ومن منطلق الجودة التي حولت مصطلح الرقابة على المنتج للكشف عن عيوبه إلى مصطلح ضمان الجودة، الذي يعنى بتحسين عمليات ومدخلات المنتج لمنع العيوب في المخرجات. الجودة وإن تعددت تعريفاتها فهي تصب في النهاية في مفهوم واحد الحصول على منتج خال من العيوب يرضي المستفيد هذا في المجال الصناعي. ولكن هل يمكن تطبيق الجودة في التعليم؟؟ نادى أحد النواب الأميركيين بتطبيق الجودة ومعاييرها في الميدان التعليمي، ونظرا لعدم مركزية التعليم، ووجود جمعيات منفصلة عن المؤسسة التعليمية تقوم بتطبيق معايير الجودة، ساعد في سرعة نمو وتطور التعليم هناك، هذا لا يمنع من تطبيق الجودة في تعليمنا وإن كانت المركزية والهيكلة الراسية المتشعبة والمتعددة أحد عوائق الجودة، لذلك تبنى خادم الحرمين في الخطة التنموية التاسعة والممتدة من عام 31 - 36 ه الجودة وذلك بنقطتين مهمتين وردتا في الخطة: 1- تطبيق نظام الجودة في التعليم ومعاييرها. 2- تعميق ثقافة الجودة والإتقان والتميز لدى أفراد المجتمع السعودي. دعم القيادة العليا أسهم في تكوين إدارة عامة للجودة وإدارات تابعة لها لكن إذا قلنا إن الجودة إعداد وجهد مسبق فلا بد من عدة أمور تساعد في إرساء قواعد الجودة وتطبيقها بشكلها المأمول داخل المؤسسة التعليمية وهي: 1- تبني الجودة وتطبيقها ابتداء من رأس الهرم وحتى أصغر فرد في المؤسسة التعليمية. 2- نشر ثقافة الجودة في الميدان التربوي والإدارات. 3-توفير الإمكانات البيئية والكوادر البشرية المساعدة على تطبيق الجودة. 4- تأهيل العاملين باختلاف مستوياتهم على تطبيق الجودة. 5- الجودة التربوية التعليمية لا تقتصر على تحسين العمليات الإدارية فقط بل تتعداها إلى تحسين جميع العمليات في المجالات المختلفة (مناهج – أنشطة – شراكة مجتمعية – معلمون – الخ). 6- إعداد معايير دقيقة تقيس تحقيق جميع النتائج. 7- تأهيل الطلاب بدورات وأنشطة تزيد من قدراتهم وتنمي ميولهم. 8- جمع معلومات بطرق علمية عن طموحات المستفيد. 9- لا تكون الجوائز والآيزو مقياساً لتحقيق الجودة. 10- توفير خبراء جودة لمتابعة سير العمليات والتحسين المستمر. حين ترتكز الجودة في تطبيقها على تلك القواعد الأساسية بعيدا عن التنظير والشعارات في اللقاءات والاجتماعات ستكون واضحة سهلة التطبيق، لا نريدها عبئا يثقل كاهل قائد المدرسة ويتجاهلها الآخرون. الجودة رؤية لو مددنا أيدينا بإخلاص وصدق نستطيع ملامستها وتحقيقها.