يسعى مركز «الملك فهد بن عبد العزيز للجودة» في محافظة الأحساء، لدعم تحول المملكة نحو «مجتمع المعرفة»، الذي يتطلب الإبداع والأداء المتميز، وبناء مؤسسات تعليمية تملك القدرة على بناء «عقول مبدعة مُنتجة للمعرفة». وتأسس المركز قبل 12 سنة، بتوجيه من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، «لدعم تحول المؤسسات التعليمية نحو الجودة والتميز». وكان يحمل اسم «مركز الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز للجودة». وأعلن أمير الشرقية خلال افتتاحه لفعاليات «الملتقى الأول للجودة في التعليم» قبل خمس سنوات، تغيير مسماه إلى «مركز الملك فهد بن عبد العزيز للجودة». وأوضح المركز في تقرير أصدره أخيراً، أنه يُعنى ب«نشر وتطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس والمرافق الإدارية، وفق سياسة التعليم في المملكة وأهدافها الساعية لتحقيق نقلة نوعية في التربية والتعليم». وتتمثل رؤية المركز في السعي لأن يكون «أداة التحول الرئيسة لمجتمع التربية والتعليم نحو الجودة الشاملة». فيما تعمل رسالته على «نشر وتطبيق نظام الجودة الشاملة، لرفع مستوى الخدمات التربوية والتعليمية، بما يحقق تطلعات وتوقعات المستفيدين في ضوء سياسة المملكة وأهدافها التربوية والتعليمية». ومن أجل ترجمة الرؤية لإحداث «تحول نوعي في الأداء المؤسسي»، عمل المركز على وضع «خطة إستراتيجية لتطبيق الجودة. تركزت على ستة أهداف إستراتيجية، هي: تطوير أساليب نشر ثقافة الجودة في الميدان التربوي، وبناء إطار ضمان الجودة لمدارس التعليم العام وأدلة العمل المرتبطة فيه، إضافة إلى إعداد القيادات التربوية لتتوافق ممارساتها مع فلسفة إدارة الجودة الشاملة، ودعم مشاركة المدارس وإدارات التربية في جوائز الجودة، وتدريب فرق التحسين في المدارس وإدارات التربية، وتواصل المركز مع الجهات ذات الاهتمام في الجودة، محلياً وعربياً وعالمياً». وأوضح التقرير، أن المركز عمل على «دعم وتشجيع مبادرات المؤسسات التعليمية وغير التعليمية، للمشاركة في جوائز التميز المحلية والعربية والعالمية. وأثمر ذلك بحصول سبع مدارس من الأحساء على شهادة «المطابقة لنظام الجودة» (الآيزو 9000). فيما حصلت ثلاث مدارس ابتدائية على جائزة «حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز»، في منافسات دول مجلس التعاون الخليجي، لفئة المدرسة المتميزة، وهي: الأمير محمد بن فهد، ومكة المكرمة، وعمار بن ياسر، وكذلك حصول معلمين وطلاب على الجائزة ذاتها، في فئتي «المعلم المتميز» و»الطالب المتميز»، وحصول أعضاء المركز على شهادات «مقيم معتمد»، و»مرشد معتمد»، لنموذج التميز الأوروبي، من مركز «الملك عبدالله الثاني للتميز» في الأردن. ومن أهم إنجازات المركز، تنظيم «الملتقى الأول للجودة في التعليم»، ضمن خطة لنشر ثقافة الجودة في الميدان التربوي، وأيضاً نشر ثقافة الجودة الشاملة في الميدان التربوي في الشرقية وباقي مناطق المملكة، من طريق إصدار الكتيبات والنشرات في مجال إدارة الجودة الشاملة، ومنها «نشرة واحة الجودة» التي تُعنى مواضيعها في إدارة الجودة الشاملة في التعليم. ويشارك في كتابة المواضيع باحثون ومهتمون في الجودة على مستوى الخليج العربي والدول العربية، وتقديم أوراق عمل في المؤتمرات والملتقيات، والمحاضرات والندوات واللقاءات المتخصصة التي ينظمها المركز، وكذلك موقع المركز على الانترنت، واستقبال الوفود الزائرة له من داخل المملكة وخارجها، للاطلاع على تجاربه. وأبان التقرير، أن المركز يقوم بتقديم «البرامج التدريبية الحديثة في جميع المجالات المتعلقة في تطبيق إدارة الجودة في التعليم والمجالات الأخرى في إدارات التربية والتعليم في المملكة، ومن أبرز البرامج التدريبية الحديثة التي يقدمها المركز «إدارة التحول نحو إدارة الجودة»، و»تدريب فرق التقويم الذاتي وفرق التحسين»، و»تطبيقات الجودة في الفصل»، و»ضمان الجودة التربوية»، و»نظم إدارة الجودة»، و»الاستخدام الفعال ل (P-D-S-A) للتميز في رحلة الجودة»، و»كيف نبني معايير ومؤشرات الجودة؟» و»التقييم المتبادل من أجل الجودة في المدرسة»، و»استطلاعات الرأي»، و»قراءات في الجودة»، و»رصد واقع العمليات في الإدارة». كما قام المركز بتنظيم زيارات ميدانية، لدعم استراتيجيات التحول نحو الجودة الشاملة وتقديم الاستشارات.