في رد فعل سريع على ما نشرته "الوطن" أمس عن تصدير نيوزيلندا لمنتجات ألبان ملوثة ببكتيريا "الكلوستريديوم بوتولينيوم" الفتاكة والمميتة إلى المملكة، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء أمس أنها تواصلت مع الشركة المصدرة لتلك المنتجات، وتم إبلاغها أن كافة الكميات المصدرة إلى السعودية سيتم إتلافها. وقال المدير التنفيذي لمراكز الرصد وإدارة الأزمات حمد الكنهل في تصريحات إعلامية أمس، أن المنتجات النيوزيلاندية لا تزال في المستودعات، ولم يتم إفساحها بعد، معلنا سلامة كافة الأسواق المحلية من هذا المنتج. وأشار الكنهل في سياق تصريحاته إلى تلقي الهيئة العامة للغذاء والدواء، بلاغا من ال"أنفوسان" حول خطورة المنتجات النيوزيلندية، وخصوصا على الأطفال ممن هم أقل من عام. وناشد الكنهل، عموم المواطنين والمقيمين على أراضي المملكة، بالابتعاد عن تلك المنتجات المشار إليها في حال صادفتهم في أسواق المنطقة أو العالم خلال تواجدهم خارج السعودية. وأشارت الهيئة العامة للغذاء والدواء في بيان رسمي لها أمس إلى أنها رصدت إشعاراً من الشبكة الدولية للهيئات المعنية بسلامة الغذاء يتضمن معلومات عن تلوث بعض منتجات بودرة حليب أطفال "سيميلاك جين بلس" للأطفال من عمر سنة إلى ثلاث سنوات، المنتجة من قبل شركة فونتيرا النيوزيلاندية للألبان لصالح شركة أبوت، بسبب استخدام بروتين مصل الحليب المركز الملوث ببتكيريا الكلوستريديوم بوتولينيوم، وهذه المنتجات تم تصديرها إلى عدد من الدول بما فيها المملكة العربية السعودية. وطمأنت الهيئة جميع المستهلكين على أنه بعد التحريات تبين أن هذه المنتجات الملوثة لم تفسح بعد من قبل الهيئة ولم تصل إلى الأسواق، ونظراً لخطورة هذا النوع من البكتيريا ستقوم الهيئة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإتلاف هذه المنتجات، لضمان سلامة المستهلك. وقالت الهيئة إن الشحنات المشتبه بها تحمل أرقاما وهي: (287824 - 277004 - 245164 - 246164) سعة 900 جرام وتواريخ إنتاجها في 2 / 5 / 2013 و19 / 3/ 2013 و 22 / 1/ 2013، وشحنات أخرى بأرقام (235724 - 245734 - 245744 - 245754 ) بتواريخ إنتاج 29 / 12 / 2012 و30 / 12/ 2012 و2/ 1 / 2013 وكلها خاصة بالعبوات سعة 400 جرام. فيما كانت الشحنة الأخيرة لعبوات بسعة 1700 جرام وتحمل رقم 287494 وذلك بتاريخ إنتاج يوافق 21 / 4 / 2013. ومن جهة أخرى تفاعل مجلس الشورى أمس مع خبر "المنتجات النيوزيلندية" الملوثة، وقال رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة في مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي في حديثه إلى "الوطن": على الهيئة العامة للغذاء والدواء البحث في خلفيات الموضوع وأبعاده، مشيرا إلى أن مسؤولية التحرك في هذا المجال تقع على الهيئة "ويجب التأكد من صلاحية المنتج ومحتوياته". وأشار عضو "الشورى" إلى أن هناك إجراءات معينة ومحددة متبعة في الهيئة العامة للغذاء والدواء، وكذلك مصلحة الجمارك للتأكد من سلامة أي منتج قبل دخوله إلى المملكة، ومصدر المنتج ومدى سلامته، وغيرها من الأمور المذكورة في الشهادات التابعة لأي منتج. وكان خبر تصدير نيوزيلاندا لمنتجات ألبان ملوثة ببكتيريا فتاكة ومميتة إلى دول عدة منها المملكة العربية السعودية، الذي نشرته "الوطن" في عددها الصادر أمس قد لقي أصداء واسعة على كافة الأصعدة، ولا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي، وشدد الغالبية عبر صفحاتهم الخاصة بضرورة التأكد من حقيقة هذا الحليب ووجوده في المملكة، وكيفية دخوله إن وجد، مطالبين عبر صفحاتهم الخاصة الهيئة العامة للغذاء والدواء بتحري الدقة ومعالجة الوضع بشكل عاجل. تاريخ "المنتج" ورقم الشحنة ينقذان المستهلكين الرياض: مروان الطريقي على الرغم من إعلان الهيئة العامة للغذاء والدواء، كافة التفاصيل الخاصة بالمنتجات النيوزيلندية الملوثة من تواريخ إنتاج وأرقام الشحنات، إلا أنه ومن خلال جولة قامت بها "الوطن" عصر أمس على 6 صيدليات، اتضح غياب "أرقام الأيام" عن تواريخ إنتاج المنتجات النيوزيلندية الملوثة. ورصدت "الوطن" عددا من منتجات حليب "سيميلاك جين بلص"، يتطابق تاريخ إنتاجها بالشهر مع ما ورد بقوائم هيئة الغذاء والدواء، ولكن باختلاف رقم الشحنة. وكان التطابق واضحا في سعة 400 جرام، والمنتج في يناير عام 2013، فيما يتطابق كذلك في تاريخ الانتهاء في يوليو 2014، وهو ما أدخل المستهلكين في أزمة حيال تلك المنتجات، ليكون الفيصل هو رقم الشحنة والذي سجل اختلافا بين ما هو موجود في السوق وبين المدرج في القوائم المحذر منها.