موائد إفطار الصائمين هي سمة بارزة ومن بوادر الخير التي تنتشر في معظم مناطق المملكة خلال شهر رمضان، وترى إقبال الناس للمسارعة في القيام بتلك الموائد والتنافس على الصدقات، فيما يتساءل البعض عن أحقية العمالة الوافدة بتلك الصدقات. موسى البلوي "أحد المتطوعين بإفطار صائم" يرى أن تفطير الصائم هو من المشاريع المميزة التي تحبب هؤلاء العمال بالصيام، إضافة إلى خلق جو من الألفة والتعاون بيننا وبينهم، ويضيف أن تفطيرهم ليس بالضرورة كونهم محتاجين ولكن أن يجد العامل منهم إفطاره بعد يوم مضن في عمله سينعكس عليه ويشعر بقرب من المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يمنع ذلك من البحث أيضا عن المحتاجين وتقديم المساعدة لهم. وعقب محمد الخيبري أن مظاهر موائد الإفطار وانتشارها هو شيء جميل ويدل على حب الناس للخير، متمنيا أن أعمال الخير هذه لو ذهبت لمستحقيها الحقيقيين ممن هم بحاجة إلى الصدقة. ويرى ممدوح العنزي أن أغلب المستفيدين من موائد الإفطار هم من العمالة الوافدة، ويقول "تجد بعضهم غير مسلمين أصلا ويحضرون لتلك الموائد، وبعض أصحاب العمل وممن لديهم عمال يتنصلون من مسؤولياتهم بحقوق عمالهم وهم ملزمون بإعاشتهم ليذهبوا بهم إلى موائد الإفطار". من جانبه، أوضح المحاضر بالفقه المقارن بجامعة تبوك ماجد بلال أن إفطار الصائم هو من المشاريع العظيمة، ومظهر جميل من مظاهر المسلمين، مؤكدا على أنه لا يشترط فيه أن يكون المستفيد فقيرا؛ لأنه طعمة وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم "ومن فطر صائما كان له مثل أجره". وأشار بلال أن هؤلاء العمالة محتاجون، وتركوا أوطانهم وأولادهم وجاؤوا للعمل هنا، مردفا أن إطعامهم فيه أجر حتى لغير المسلمين منهم ترغيبا وتحبيبا لهم في الإسلام "ففي كل كبد رطبة صدقة" وخاصة أنهم مشغولون بأرزاقهم.