مع بداية شهر رمضان الكريم تكثر إقامة الخيام الرمضانية التي تقدم طعام الإفطار للمحتاجين والفقراء في مبادرات كريمة من عدة أطراف في المجتمع، فتنصب الخيام الكبيرة حول المساجد في مختلف مدن المملكة وأحيائها، والتي يتوجه لها الآلاف من المقيمين والعزاب وغير المسلمين من مختلف الجنسيات لتناول وجبات الإفطار المجانية. "سبق" استطلعت ما يدور في هذه الخيام، ونوعية مرتاديها، وأهدافها، وأمور أخرى تدور في الاستطلاع التالي.. في البداية قال ل"سبق" ناصر النافع، أحد سكان حي الخليج شرق الرياض، والمتطوع في أحد المخيمات التي تقيمها وترعاها الجهات الخيرية: "إن مخيم الإفطار هو بهدف كسب الأجر، ومساعدة الضعفاء في هذا الشهر الكريم". وأوضح أنه "في هذه الخيام يتم تفطير المسلمين، واستقطاب غير المسلمين ودعوتهم للإسلام من خلال ما يرونه من تكافل وتعاون، فيومياً يأتي للمخيم أكثر من 200 شخص، بعضهم غير مسلم من جاليات مختلفة، إضافة إلى بعض العزاب العرب يتم تفطيرهم، بما يقارب ستة آلاف وجبة طوال الشهر، مع تقديم الدروس الدينية والبرامج الدعوية". أما مسؤول إحدى خيام الإفطار في حي الروضة، المتطوع عثمان الخميس، فقال: "نقيم الخيمة طوال الشهر الكريم بمشاركة 80 متطوعاً بالتنسيق مع مكاتب دعوية أخرى، ونسعى لتفعيل روح الأخوة الإسلامية، والتعاون مع المواطنين والمقيمين لإتاحة الفرصة لهم لكسب الأجر بتفطير الصائمين، واغتنام هذا الشهر الفضيل في دعوة الجاليات غير المسلمة للتعرف أكثر على سماحة الإسلام". وأكد الخميس أن الخيام الرمضانية تنفذها عدد من الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير من حيث الصرف على وجبات تفطير الصائمين أو الجهود التوعوية. من جانب آخر أفاد المواطن أسامة الغنيم، من سكان حي إشبيليا، بأنه مع شهر رمضان من كل عام يبدأ عددٌ من الجمعيات الخيرية، وبعض رجال الأعمال، بإقامة الخيام حول المساجد من أجل تقديم وجبة الإفطار، وتتعاقد مع مطاعم لتوفير الوجبات اليومية بغية كسب أجر إفطارهم وفعل الخير. وأضاف الغنيم أنه في هذا العام يلاحظ تزايد فعل الخير من قِبل المواطنين والتبرع لهذه الخيام، متمنياً استمرار هذه المشاعر طوال العام، معتبراً هذه المبادرات من مظاهر البر والتكافل في المجتمع، ومطالباً بتنظيمها ومنحها تراخيص نظامية، حتى لا يتم استغلالها بشكل سيئ. أما إمام مسجد الصديق في حي اليرموك، عبدالرحمن الرشيدي، فقال ل"سبق": "إن الخيام الرمضانية أتاحت بدعم من بعض رجال الأعمال للشباب السعودي، العمل على تعريف الجاليات المسلمة وغيرها بالإسلام، من خلال شرح العبادات وتنظيم برامج دعوية لتصحيح الصورة السلبية عن بلادنا". وأوضح الرشيدي أن هذا الشهر المبارك هو موسم عظيم من مواسم الخير، تضاعف فيه الحسنات وتحط الخطايا، ويسعى المواطنون لمزيدٍ من البذل وتقدم المساعدات لإخوانهم المسلمين. "سبق" التقت عدداً من الموجودين داخل بعض الخيام الرمضانية قبيل الإفطار، والذين عبّروا عن سعادتهم بحسن التنظيم واستفادتهم مما يقدم فيها من دروس دينية تقام بعدة لغات، إضافة إلى الأحاديث النبوية المترجمة التي أسهمت في تصحيح السلوكيات والعبادات التي كانوا يجهلونها سابقاً. وقال ل"سبق" بعض الموجودين من غير المسلمين إن القائمين على الخيام يقومون بجهود تبيّن مدى تسامح الدين الإسلامي، وحسن التعامل مع الأجانب، والتي أثّرت فيهم كثيراً، بل إن بعض زملائهم بدأ يقرأ عن الإسلام كثيراً. يُذكر أن هناك الكثير من المواطنين الشباب يتطوعون لخدمة مرتادي الخيام الرمضانية؛ طلباً للأجر والثواب، سواء في توفير الطعام، أو توزيع الكتيبات لشرح محاسن الدين، وبعضهم يصرف من جيبه الخاص لإقامة الفعاليات، وحلقات التحفيظ، ويتسابقون في تقديم المساعدات خلال هذه الأيام المباركة.