يأتي رمضان وتحضر معه كل عام مظاهر تجسد معنى التكافل والتآخي في المجتمع المسلم من ذلك موائد الإفطار الرمضانية، الماراثون سنوي بين المحسنين للفوز بأجر تفطير الصائمين، الموائد تنتشر في جميع أرجاء مدينة جدة، يلتف حولها الفقراء والمحتاجون من مختلف الجنسيات، «عكاظ» رصدت عدة مواقع هيأها أهل الخير لإفطار الصائمين. عن هذه الظاهرة وأثرها في المجتمع، تحدث ل«عكاظ» البروفيسور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القرى «الموائد الرمضانية مطلب مهم لأن الدين الإسلامي حث على عمل الخير والتسابق في الأجر، وهي تقدم من القادرين من أفراد المجتمع لإخوانهم المحتاجين تحقيقا لعدة أمور، منها امتثالا لأمر الله عز وجل وتقربا إليه، وتطبيقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على تفطير الصائمين بقوله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا، كما أنها عادة اجتماعية بالتجمع كأسرة واحدة في روحانية واحدة على مائدة واحدة، أيضا في هذا الشهر الكريم يأتي الالتفات إلى المحتاجين الذين يجدون صعوبة في تأمين مطالب الحياة والذي يأتي على رأسها الطعام والشراب. جود وعطاء الدكتور نجم الدين أنديجاني أستاذ علم التربية في جامعة أم القرى ذكر أن رمضان هو شهر الجود والعطاء، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وهذه الموائد من الروحانيات التي امتاز بها المجتمع الإسلامي في شهر رمضان الكريم، يبادر بها الميسورون من أفراد المجتمع تجاه فئة تستحق الوقوف معها، وأكد أنديجاني على ضرورة أن يحرص من يقفون خلف تنظيم هذه الموائد الرمضانية على مستوى صحة الوجبات الرمضانية المقدمة للصائمين، ولو كان بالإمكان تقنينها لتكون من مطابخ معتمدة ومصرح بها من الأمانة لكان أفضل، إلا أنه حث في الوقت نفسه أفراد المجتمع على دعم مثل هذه المظاهر الرمضانية الجميلة والإقبال عليها لتجسيدها للمعنى الحقيقي للصيام وهو الإحساس بحالة الفقراء والمحرومين والتفاعل معهم.